والعزالي بفتح المهملة والزاي وكسر اللام ويجوز فتحها جمع عزلاء بإسكان الزاي.

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "العزلاء" بالمدّ هو الْمِشْعَبُ الأسفل للمزادة، الذي يُفْرَغُ منه الماء، ويُطْلَق أيضًا على فمها الأعلى، كما قال في هذه الرواية: "العزلاوين الْعُلْياوين"، وتثنيتها عَزْلاوان، والجمع الْعَزَالِي، بكسر اللام، ويجوز فتحها. انتهى بزيادة يسيرة (?).

وقوله: (الْعُلْيَاوينِ) صفة لـ "الْعَزْلاوين"، وهو بضم العين المهملة، وسكون اللام: تثنية "الْعُلْيا" قال الفيّوميّ: "الْعُلْيَا": خلاف السُّفْلَى، تُضمّ العينُ، فتُقصَرُ وتُفْتَحُ فتُمَدّ، قال ابن الأنباريّ: والضمّ مع القصر أكثر استعمالًا، فيقال: شَفَةٌ عُلْيَا، وعَلْيَاء، وأصل الْعَلْيَاءِ: كلُّ مكان مُشرِفٍ، وجمعُ الْعُلْيَا عُلًى، مثلُ كُبْرَى وكُبَر. انتهى (?).

(ثُمَّ بَعَثَ بِرَاوِيَتِهَا) أي أقام الجمل من موضع إناخته (فَشَرِبْنَا) أي فنزل الماء، فشربنا منه، وفي رواية البخاريّ: "فاستنزلوها عن بعيرها، ودعا النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بإناء، ففرَّغَ فيه من أفواه المزادتين، وأوكأ أفواههما، وأطلق العَزَالي" (?)، زاد الطبرانيّ والبيهقيّ: "فتمضمض في الماء، وأعاده في أفواه المزادتين"، قال في "الفتح": وبهذه الزيادة تتضح الحكمة في ربط الأفواه بعد فتحها، وإطلاق الأفواه هنا كقوله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]؛ إذ ليس لكل مَزَادة سوى فم واحد، وعُرِف منها أن البركة إنما حَصَلَت بمشاركة ريقه -صلى اللَّه عليه وسلم- الطاهر المبارك للماء.

وحاصل الصورة أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أفرغ من أفواه المزادتين العلويّة بعض الماء، ومجّ فيه، وأعاده من حيث أخذه، وربط الأفواه التي فتحها، ثم بَعَثَ الجمل، فقام واقفًا، ثم فَتَحَ وفكّ رباط المزادتين من أسفل، مع الإمساك والضغط على فتحة كل مزادة؛ ليؤخذ منها، ثم نادى في الناس: اسقوا، واستقوا، واللَّه تعالى أعلم.

(وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، عِطَاشٌ) بالرفع على أنه نعت لـ "أربعون"، وهو:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015