القوم، ثم الْهُجُودُ، والْهُجُوعُ، ذكره الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (?).
وقد ثبت في "الصحيح" أن أهل الجنة لا ينامون؛ لأن النوم موت أصغر، قال اللَّه تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42].
وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "شرحه": النعاس: مقدَّمة النوم، وهو ريح لطيفةٌ تأتي من قبل الدماغ، تُغَطِّي على العين، ولا تَصِلُ إلى القلب، فإذا وصلت إلى القلب كان نومًا، ولا ينتقض الوضوء بالنعاس من المضطجع، وينتقض بنومه. انتهى (?).
(فَمَالَ عَنْ رَاحِلَتِهِ) أي عدل عنها، ولم يستقم على ظهرها، يقال: مال يميل ميلًا، كباع يبيع بيعًا: إذا عَدَل، ومال الحائطُ: إذا زال عن استوائه، ويقال أيضًا: مال يمال، كخاف يخاف (?). (فَأَتَيْتُهُ، فَدَعَمْتُهُ) أي أسندته، وأقمت ميله من النوم برفق، وصِرتُ تحته كالدِّعامة للبناء فوقها (مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ) أي من غير أن أنبّهه من نومه (حَتَّى اعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ) أي استقام على ظهرها (قَالَ) أبو قتادة -رضي اللَّه عنه- (ثُمَّ سَارَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- (حَتَّى تَهَوَّرَ اللَّيْلُ) أي ذهب أكثره، مأخوذ من تَهَوُّر البناء، وهو انهدامه، يقال: تَهَوَّر الليل، وتَوَهَّر (مَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- (عَنْ رَاحِلَتِهِ، قَالَ) أبو قتادة (فَدَعَمْتُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُوقِظَهُ، حَتَّى اعْتَدَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، قَالَ) أبو قتادة (ثُمَّ سَارَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- (حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ) "كان" تامّة، و"من" زائدة، على رأي من يرى زيادتها في الإثبات، أي جاء آخر السحر، ويَحتَمِل أن تكون ناقصةً، واسمها ضمير يعود إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وخبرها الجارّ والمجرور، و"من" بمعنى "في" (مَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- (مَيْلَةً، هِيَ أَشَدُّ مِنَ الْمَيْلَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ، حَتَّى كَادَ يَنْجَفِلُ) أي قارب أن يسقُط من راحلته، قال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هو مطاوع جَفَلَه: إذا طرحه وألقاه، أي ينقلب ويَسْقُطُ، يمْال: ضربه، فجَفَلَهُ: أي ألقاه على الأرض. انتهى (?).