ولَوَيْتُ الحبلَ واليدَ لَيًّا: فَتَلْتُهُ، ولَوَى رأسه، وبرأسه: أماله، وقد يُجْعَلُ بمعنى الإعراض، ومَرَّ لا يَلْوِي على أحدٍ: أي لا يَقِفُ، ولا يَنتظِر. انتهى (?).
(قَالَ أَبُو قَتَادَةَ) -رضي اللَّه عنه- (فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَسِيرُ) قد تقدّم البحث في "بينما"، ومثلها "بينا" بالألف غير مرّة، وخلاصته أن أصلهما "بين" زيدت عليها "ما"، أو الألف، فهما ظرفا زمان بمعنى المفاجأة، ويضافان إلى جملة من فعل وفاعل، أو مبتدأ وخبر، ويحتاجان إلى جواب يَتمّ به المعنى، وقد يقترن أحيانًا بـ "إذ"، أو "إذا"، تقول: بينما زيد جالس دخل عليه عمرو، أو إذ دخل عليه عمرو، أو إذا دخل عليه عمرو (?). (حَتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ) -بالباء الموحّدة، وتشديد الراء- قال في "القاموس": وابهارّ الليل: انتصف، أو تراكمت ظُلمته، أو ذهبت عامّته، أو بقي نحوُ ثُلُثه. انتهى (?).
وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "ابْهَارّ الليلُ": أي انتصف، وبُهْرَة كلِّ شيءٍ: وسطُهُ، وقيل: ذهب عامّته، وبقي نحوٌ من ثلثه، قال أبو سعيد الضرير: ابهِرَارُ الليل: طلوع نجومه إذا تتامّت، وقال غيره: ابهارّ الليل: طال، والباهر: الممتلئ نورًا، وقد صحّفه بعض الشارحين تصحيفًا فاحشًا، فقال: انهار الليل -بالنون- وقال: ومنه قوله تعالى: {فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} [التوبة: 109]. انتهى (?).
و"حتى" غايةٌ لمسيره -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقوله: (وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ) جملة حاليّة من فاعل "يسير"، والرابط الواو والضمير المنصوب (قَالَ) أبو قتادة -رضي اللَّه عنه- (فَنَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) -بفتح العين- يقال: نَعَسَ يَنْعُسُ، من باب قَتَلَ، والاسم: النُّعاس، فهو ناعسٌ، والجمعُ: نُعَّس، مثلُ راكع ورُكَّع، والمرأة ناعسةٌ، والجمع: نَوَاعِسُ، وربما قيل: نَعْسَان، ونَعْسَى، حَمَلُوه على وَسْنَان، ووَسْنَى، وأول النوم: النعاس، وهو أن يَحتاج الإنسان إلى النوم، ثم الْوَسَنُ، وهو ثِقَلُ النعاس، ثم التَّرْنِيقُ، وهو مخالطة النُّعاس للعين، ثم الْكَرَى، والْغَمْضُ، وهو أن يكون الإنسان بين النائم واليقظان، ثم الْعَفْقُ، وهو النوم، وأنت تسمع كلام