حالة، واستَدَلّ لذلك بفضل كلمة الشهادة مع سهولتها على كثير من العبادات الشاقة. انتهى (?).
(قَالُوا: بَلَى) أي علّمنا ذلك (يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ) -بفتح أوله وثالثه- من الحمد ثلاثيًّا، وفي بعض النسخ: "وتُحَمِّدون" -بضم أوله، وتشديد الميم- من التحميد.
قال في "المرعاة": قوله: "تسبّحون. . . إلخ" إخبار بمعنى الأوامر، أو هي من قبيل: "تَسْمَعُ بالمعيديّ خير من أن تراه". انتهى.
وفي رواية البخاريّ: "تُسَبِّحون، وتَحمدون، وتكبرون"، قال في "الفتح": كذا وقع في أكثر الأحاديث تقديم التسبيح على التحميد، وتأخير التكبير، وفي رواية ابن عجلان -يعني في رواية مسلم هنا- تقديم التكبير على التحميد خاصّة، وفيه أيضًا قول أبي صالح: يقول: "اللَّه أكبر، وسبحان اللَّه، والحمد للَّه"، ومثله لأبي داود، من حديث أم الحكم، وله من حديث أبي هريرة: "تكبر، وتحمد، وتسبح"، وكذا في حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-.
وهذا الاختلاف دالّ على أن لا ترتيب فيها، ويُستأنس لذلك بقوله في حديث الباقيات الصالحات: "لا يَضُرُّك بأيهن بدأت".
لكن يُمكن أن يقال: الأولى البداءة بالتسبيح؛ لأنه يتضمن نفي النقائص عن الباري -عَزَّ وَجَلَّ-، ثم التحميد؛ لأنه يتضمن إثبات الكمال له؛ إذ لا يلزم من نفي النقائص إثبات الكمال، ثم التكبير؛ إذ لا يلزم من نفي النقائص، وإثبات الكمال أن لا يكون هناك كبير آخر، ثم يختم بالتهليل الدالّ على انفراده -عَزَّ وَجَلَّ- بجميع ذلك. انتهى.
(دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ) -بضمتين- قال الأزهريّ: دُبُر الأمر -يعني بضمتين- ودَبْره -يعني بفتح، ثم سكون-: آخره، وادَّعَى أبو عمرو الزاهد أنه لا يقال بالضم إلا للجارحة.
ورُدّ عليه بمثل قولهم: أعتق غلامه عن دُبُر.
وقال ابن الملقّن -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "دُبُر" بضمّ الدال والباء على المعروف المشهور