سَهْم السقف جِذْعًا، والجمع جُذُوعٌ وأَجْذاع، قاله في "المصباح" (?).

وقوله: (فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ) متعلّق بصفة لـ "جِذْعًا"، وفي رواية للبخاري: "ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد"، وفي النسائيّ: "فانطلق إلى خشبة معروضة في المسجد".

قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ولا تنافي بين هذه الروايات؛ لأنها تُحْمَل على أن الجذع قبل اتّخاذ المنبر كان ممتدّا بالعرض، وكأنه الجذع الذي كان -صلى اللَّه عليه وسلم- يستند إليه قبل اتخاذ المنبر، وبذلك جزم بعض الشرّاح. انتهى.

(فَاسْتَنَدَ إِلَيْهَا) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هكذا هو في كل الأصول: "فاستند إليها"، والجذع مذكَّرٌ، ولكن أَنَّثه على إرادة الخشبة، وكذا جاء في رواية البخاريّ وغيره: "خشبة". انتهى.

وقال القرطبيّ: الجِذع مذكّرٌ، لكنه أعاد عليه ضمير المؤنّث؛ لأنه خشبةٌ، كما قالوا: بلغني كتابه، فمزّقتها؛ لأن الكتاب صحيفةٌ. انتهى (?).

وقوله (مُغْضَبًا) بفتح الضاد المعجمة، حال من الفاعل، وفي رواية البخاريّ: "فاتّكأ عليها كأنه غضبان، ووضع يده اليمنى على اليسرى، وشبّك بين أصابعه، ووضع خدّه الأيمن على ظهر كفّه اليسرى".

قال الحافظ ابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ-: والظاهر أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان في حال الصلاة مشغولَ البال بأمر أوجب له ذلك الغضب، وهو الذي حمله على أن صلّى ركعتين، وسلَّم، ولم يشعر بذلك. انتهى.

زاد في رواية البخاريّ: "فقال بيده عليها"، أي اتكأ بيده على تلك الخشبة، وفيه إطلاق القول على الفعل.

(وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ) -رضي اللَّه عنهما-، أي وكان مع القوم الذين صلَّوا مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أبو بكر الصدِّيق، وعمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنهما- (فَهَابَا) وفي نسخة: "فهاباه" (أَنْ يَتَكَلَّمَا) وفي رواية البخاريّ: "فهاباه أن يكلّماه"، أي خافا من تكليمه -صلى اللَّه عليه وسلم-، و"الهيبة": إجلالٌ ومخافةٌ ناشئة عن إعظام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015