وقوله: "من بئر خارجة": هكذا ضبطناه بالتنوين في "بئر"، وفي "خارجة" على أن "خارجة" صفة لـ "بئر"، وكذا نقله الشيخ أبو عمرو بن الصلاح عن الأصل الذي هو بخط الحافظ أبي عامر العبدريّ، والأصل المأخوذِ عن الْجُلُودِيّ، وذكر الحافظ أبو موسى الأصبهانيّ وغيره أنه رُوِي على ثلاثة أوجه:

[أحدها]: هذا.

[والثاني]: من "بئر خارجَهُ" بتنوين "بئر"، وبهاء في آخر "خارجه"، مضمومةٍ، وهي ضمير الحائط، أي البئر في موضع خارجٍ عن الحائط.

[والثالث]: "من بئرِ خارجةَ"، بإضافة "بئر" إلى "خارجة" آخره تاء التأنيث، وهو اسم رجل، والوجه الأول هو المشهور الظاهر.

وخالف هذا صاحب"التحرير"، فقال: الصحيح هو الوجه الثالث، قال: والأول تصحيفٌ، قال: و"البئر" يَعْنُون بها البستان، قال: وكثيرًا ما يَفْعَلُون هذا، فيُسَمُّون البساتين بالآبار التي فيها، يقولون: "بئرُ أَرِيس"، و"بئرُ بُضاعة"، و"بئرُ حاء"، وكلُّها بساتين.

قال النوويّ - بعد نقله كلام صاحب "التحرير" هذا -: وأكثره، أو كله لا يُوافَقُ عليه، والله أعلم.

قال: و"الْبِئْرُ": مؤنثة مهموزة، يجوز تخفيف همزتها، وهي مشتقة من بَأَرْتُ: أي حَفَرتُ، وجمعها في القلّة أَبْؤُرٌ، كَأَفْلُسٍ، وأَبْآرٌ، ساكن الباء، على أفْعالٍ، ومن العرب من يَقْلِب الهمزة التي هي عين الكلمة، ويُقدِّمها على الباء، ويقول: أَأْبار، فتجتمع همزتان، فتُقلَبُ الثانيةُ ألفًا، وجوَّزَ الفرّاء القلب في "أَبْؤُر، فيقال: آبُرٌ: وجمعها في الكثرة بِئَارٌ بكسر الباء بعدها همزة، بوزن كِتَابٍ، وتصغيرها بُؤَيرَةٌ (?)، والله تعالى أعلم.

وقوله: (فَاحْتَفَزْتُ، كَمَا يَحْتَفِزُ الثَّعْلَبُ)، قد رُوي على وجهين: رُوِي بالزاي، وروي بالراء، قال القاضي عياض: رواه عامّة شيوخنا بالراء عن الْعَبْدريّ وغيره، قال: وسمعنا عن الأسديّ، عن أبي الليث الشاشيّ، عن عبد الغافر الفارسيّ، عن الجلوديّ بالزاي، وهو الصواب، ومعناه تضامَمْتُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015