ظهر بيت اللَّه"، وهذا الحديث ضعيفٌ جدًّا؛ لأن في سنده زيدَ بنَ جَبِير متروك، فتنبّه.
4 - (ومنها): أن فيه إشارةً إلى المحافظة على الصلاة في أول وقتها، ويتضمن ذلك الندبَ إلى معرفة الأوقات.
5 - (ومنها): أن فيه إشارةً أيضًا إلى أن المكان الأفضل للعبادة إذا لم يحصل، لا يترك المأمور به لفواته، بل يُفْعَل المأمور في المفضول؛ لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كأنه فَهِمَ عن أبي ذرّ -رضي اللَّه عنه- من تخصيصه السؤال عن أوّل مسجد وُضِع أنه يريد تخصيص صلاته فيه، فَنَبَّهه على أن إيقاع الصلاة إذا حضرت لا يَتَوَقَّف على المكان الأفضل.
6 - (ومنها): بيان فضيلة الأمة المحمدية؛ لما ذُكِر أن الأمم السابقة كانوا لا يصلون إلا في مكان مخصوص، فقد أخرج الإمام أحمد في "مسنده" بسند صحيح، عن عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنهما-، في حديثه الطويل، وفيه: "وجُعِلت لي الأرض مساجد وطهورًا، أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان مَن قبلي يُعَظِّمون ذلك، إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبِيَعِهِم. . . " الحديث.
7 - (ومنها): حُسْن الزيادة على السؤال في الجواب، لا سيّما إذا كان للسائل في ذلك مزيدُ فائدة.
8 - (ومنها): أن الحديث دليل فضيلة من فضائل الكعبة الشريفة، حيث كانت أول بيت وُضع لعبادة اللَّه تعالى، وقد خصّها اللَّه بخصائص كثيرة، فمنها هذا.
[ومنها]: كونها قبلة لأهل الأرض كلّهم، فليس على وجه الأرض قبلة غيرها.
[ومنها]: أنه يحرُم استقبالها، واستدبارها عند قضاء الحاجة، دون سائر البقاع، وقد تقدّم تفصيل مذاهب العلماء في ذلك، مع ترجيح القول باستثناء ما كان في البيان في "كتاب الطهارة"، فراجعه تستفد.
[ومنها]: أن اللَّه تعالى سمّاها أم القرى، فالقرى كلّها تبَعٌ لها، وفرعٌ عليها، وهي أصل القرى، فيجب أن لا يكون لها في القرى عَدِيلٌ، فهي كما أخبر النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن "الفاتحة" أنها أم القرآن، ولهذا لم يكن لها في الكتب الإلهية عَدِيل.