(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا في "الطهارة" [17/ 612] (262)، و (أبو داود) في "الطهارة" (7)، و (الترمذيّ) في "الطهارة" (16)، و (النسائيّ) في "الطهارة" (41 و 49) وفي "الكبرى" (40)، و (ابن ماجه) في "الطهارة" (316)، و (أحمد) في "مسنده" (5/ 437 و 438)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (579 و 580)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (606 و 607)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): شدّة اهتمام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بتعليم أمته كلّ ما تحتاج إليه من أمر دينها.
2 - (ومنها): شدّة اهتمام أعداء الإسلام من المشركين، وأهل الكتاب في البحث عما يعيبون به الإسلام، ويجادلون في ذلك بالباطل، وليس مرادهم إلا إغواء ضعفاء الإيمان، فلا ينبغي الاستماع إليهم، كما قال الله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121].
3 - (ومنها): بيان فضل فقه الصحابيّ الجليل سلمان - رضي الله عنه -، حيث أجاب المشركين المعاندين ببيان الأحكام الشرعيّة التي لو فكّر أيّ عاقل لاستحسنها، ولعمل بها، فكلّ التعليمات النبويّة ليس فيها شيء يأباه القلب، ويعرض عنه، إلا من كتب الله - عز وجل - عليه الشقاء المؤبّد، فإنه الذي لا يدرك محاسنها، ولكنه لا يضرّ الإسلام شيئًا، كما قال الشاعر [من البسيط]:
مَا ضَرَّ شَمْسَ الضُّحَى فِي الأُفْقِ طَالِعَةً ... أَنْ لَا يَرَى ضَوْأَهَا مَنْ لَيْسَ ذَا بَصَرِ
4 - (ومنها): بيان النهي عن استقبال القبلة بغائط، أو بول، وسيأتي تمام البحث فيه في المسألة التالية - إن شاء الله تعالى -.
5 - (ومنها): بيان النهي عن الاستنجاء باليمين، وسيأتي الكلام عليه في شرح حديث أبي قتادة - رضي الله عنه - في الباب التالي - إن شاء الله تعالى -.
6 - (ومنها): بيان مشروعيّة الاستنجاء بالحجارة، وفيه خلاف بين العلماء، سيأتي تحقيقه في المسألة الخامسة - إن شاء الله تعالى -.