وأما معناه: فيحتمل أن يقال: لو قُدِّر ثوابهما جسمًا لملأ ما بين السموات والأرض.
قال الجامع عفا الله عنه: قد سبق لك أن الأولى إبقاء النصّ على ظاهره؛ أي فتوزن "سبحان الله"، و"الحمد لله" نفسها، ولا داعي للتأويل المذكور، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
قال: وسبب عِظَم فضلهما ما اشتملتا عليه من التنزيه لله تعالى بقوله: "سبحان الله"، والتفويض، والافتقار إلى الله تعالى بقوله: "الحمد لله"، والله أعلم. انتهى.
وقال القرطبيّ ما حاصله: أن الحمد راجع إلى الثناء على الله تعالى بأوصاف كماله، فإذا حَمِدَ الله تعالى حامدٌ مستحضرًا معنى الحمد في قلبه امتلأ ميزانه من الحسنات، فإذا أضاف إلى ذلك "سبحان الله" الذي معناه تبرئة الله، وتنزيهه عن كلّ ما لا يليق به من النقائص ملأت حسناته، وثوابها زيادة على ذلك ما بين السموات والأرض؛ إذ الميزان مملوء بثواب التحميد، وذكر السموات والأرض على جهة الإغياء (?) على العادة العربية، والمراد أن الثواب على ذلك كثير جدًّا، بحيث لو كان أجسامًا لملأ ما بين السموات والأرض.
انتهى (?).
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "لو كان أجسامًا. . إلخ" فيه نظر لا يخفى، والصحيح حمل الحديث على ظاهره، فتوزن الأذكار نفسها، فإنه لا مانع من ذلك، والله تعالى أعلم.
ووقع في رواية ابن ماجه: "وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"، فيحتمل أن يكون بصيغة الماضي، والمصدر كسابقه، وإفراد الضمير على الأول بتأويل كلّ منهما، أو بمجموعهما، وقد سبق آنفًا أن الوزن للتسبيح والتكبير نفسهما على الصواب.
وقال السنديّ رحمه الله: والظاهر أن هذا يكون عند الوزن كما في عَديله،