إسحاق قال ابن عديّ: ليس هو صاحب المغازي، بل هو العُكَاشيّ، قال: والحديث موضوع، وقال ابن أبي حاتم: منكر.
قال الحافظ: لكن لبعضه شاهد صحيحٌ، أخرجه ابن حبان من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - رفعه: "إن يأجوج ومأجوج أقلُّ ما يترك أحدهم لصلبه ألفًا من الذرية"، وللنسائي من رواية عمرو بن أوس، عن أبيه، رفعه: "إن يأجوج ومأجوج يجامعون ما شاؤوا، ولا يموت رجل منهم إلَّا ترك من ذريته ألفًا، فصاعدًا"، وأخرج الحاكم، وابن مردويه، من طريق عبد الله بن عمرو: "إن يأجوج ومأجوج من ذرية آدم، ووراءهم ثلاثُ أمم، ولن يموت منهم رجل إلَّا ترك من ذريته ألفًا فصاعدًا"، وأخرج عبد بن حميد، بسند صحيح، عن عبد الله بن سلام مثله، وأخرج ابن أبي حاتم، من طريق عبد الله بن عمرو، قال: "الجنّ والإنس عشرة أجزاء، فتسعة أجزاء يأجوج ومأجوج، وجزء سائر الناس"، ومن طريق شُريح بن عُبيد، عن كعب، قال: هم ثلاثة أصناف: صنف أجسادهم كالأَرْز - بفتح الهمزة، وسكون الراء، ثم زاي، هو شجر كبار جدًّا - وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع، وصنف يفترشون آذانهم، ويلتحفون بالأخرى"، ووقع نحو هذا في حديث حُذيفة، وأخرج أيضًا هو، والحاكم، من طريق أبي الجوزاء، عن ابن عباس: "يأجوج ومأجوج شبرًا شبرًا، وشبرين شبرين، وأطولهم ثلاثة أشبار، وهم من ولد آدم"، ومن طريق أبي هريرة، رفعه: "وُلد لنوح سام، وحام، ويافث، فوُلد لسام العربُ، وفارسُ، والروم، ووُلد لحام القبط، والبربر، والسودان، ووُلد ليافث يأجوج ومأجوج، والترك، والصقالبة"، وفي سنده ضعف، ومن رواية سعيد بن بَشير، عن قتادة، قال: "يأجوج ومأجوج ثنتان وعشرون قبيلة، بَنَى ذو القرنين السَّدَّ على إحدى وعشرين، وكانت منهم قبيلة غائبة في الغزو، وهم الأتراك، فبقوا دون السّدّ"، وأخرج ابن مردويه من طريق السُّدّيّ، قال: "التُّرْكُ سرية من سرايا يأجوج ومأجوج، خرجت تُغِير، فجاء ذو القرنين فبنى السَّدّ، فَبَقُوا خارجًا"، ووقع في فتاوي الشيخ محيي الدين: يأجوج ومأجوج من أولاد آدم، لا من حواء عند جماهير العلماء، فيكونون إخواننا لأب، كذا قال، ولم نرَ هذا عن أحد من السلف إلَّا عن كعب الأحبار، وَيرُدُّه الحديث المرفوع إنهم من ذرية نوح،