والروايات "ألفٌ"، و"رجل" بالرفع، وقد نقل كلامه في "الفتح"، وأقرّه عليه، لعله وقع في النسخ التي اطّلع عليها، وإلا فنسخ "صحيح مسلم" التي بين يديّ قد وقع فيها: "ألفًا" بالنصب، و"رجلٌ" بالرفع، وبعض النسخ تعتبر جيّدة، مثل النسخة التي كتب عليها محمد ذهني، فإنها أحسن نسخ "الصحيح" المطبوعة عندي، وهكذا وقع عند القرطبيّ أيضًا في مختصره، فليُتأمّل.
وهكذا وقع بنصب "ألفًا"، ورفع "رجلٌ" عند البخاريّ أيضًا في "الصحيح" في "كتاب الرقاق" برقم (6530).
قال في "الفتح": ووقع في بعض الشروح أن لبعض الرواة: "فإن منكم رجلًا، ومن يأجوج ومأجوج ألفًا" بالنصب فيهما على المفعول بـ "أَخْرِج" المذكور في أول الحديث، أي فإنه يُخْرِج كذا، ورُوِي بالرفع على خبر "إنّ"، واسمها مضمر قبل المجرور، أي فإن الْمُخْرَج منكم رجل، قال الحافظ: والنصب أيضًا على اسم "إنّ" صريحًا في الأول، وبتقدير في الثاني، وهو أولى من الذي قاله، فإن فيه تكلفًا.
ووقع في رواية الأصيليّ بالرفع في "ألفٌ" وحده، وبالنصب في "رجلًا" ولأبي ذر بالعكس.
قال: وظاهره زيادة واحدٍ عما ذُكر من تفصيل الألف، فيحتمل أن يكون من جَبْر الكسر، والمراد أنّ مِن يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين، أو ألفًا إلَّا واحدًا، وأما قوله: "ومنكم رجلٌ"، فتقديره: والْمُخْرَج منكم، أو ومنكم رجل مُخْرَج.
ووقع في حديث ابن عباس: "وإنما أمتي جزء من ألف جزء "، قال الطيبيّ: فيه إشارة إلى أن يأجوج ومأجوج داخلون في العدد المذكور والوعيد، كما يدلّ قوله: "ربع أهل الجَنَّة" على أن في غير هذه الأمة أيضًا من أهل الجَنَّة.
وقال القرطبيّ: قوله: "من يأجوج ومأجوج ألفٌ": أي منهم وممن كان على الشرك مثلهم، وقوله: "ومنكم رجلٌ" يعني: من أصحابه، ومن كان مؤمنًا مثلهم.
وحاصل ما قاله: أن الإشارة بقوله: "منكم" إلى المسلمين من جميع