الأمم، وقد أشار إلى ذلك في حديث ابن مسعود بقوله: "إن الجَنَّة لا يدخلها إلَّا نفس مسلمة" (?).

(قَالَ) أبو سعيد - رضي الله عنه - (ثُمَّ قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ") هكذا عند المصنّف بذكر ربع أهل الجنّة، ووقع عند البخاريّ: "والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجَنَّة"، ولم يذكر الربع.

فقال في "الفتح": تقدّم في الباب قبله من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: "أترضون أن تكونوا ربع أهل الجَنَّة"، وكذا في حديث ابن عباس وهو محمول على تعدد القصة، فقد تقدّم أن القصة التي في حديث ابن مسعود وقعت وهو - صلى الله عليه وسلم - في قبته بمني، والقصة التي في حديث أبي سعيد وقعت وهو - صلى الله عليه وسلم - سائرٌ على راحلته، ووقع في رواية ابن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس: "بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسيره، في غزوة" ومثله في مرسل مجاهد عند الخطيب في "المبهمات".

قال: ثم ظهر لي أن القصة واحدة، وأن بعض الرواة حَفِظَ فيه ما لَمْ يحفظ الآخر، إلَّا أن قول مَن قال: كان ذلك في غزوة بني المصطلق وَاهٍ، والصحيح ما في حديث ابن مسعود، وأن ذلك كان بمني، وأما ما وقع في حديثه أنه قال ذلك، وهو في قبته، فيُجْمَع بينه وبين حديث عمران بأن تلاوته الآية، وجوابه عنها اتَّفَقَ أنه كان وهو سائر، ثم قوله: "إني لأطمع ... إلخ"، وقع بعد أن نَزَلَ، وقَعَدَ بالقبة، وأما زيادة الربع قبل الثلث، فحفظها أبو سعيد، وبعضهم لَمْ يحفظ الربع. انتهى (?).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذا الذي قاله الحافظ تحقيقٌ حسنٌ، وحاصله: أن القصّة واحدة، فلا داعي إلى دعوى التعدّد، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(فَحَمِدْنَا اللهَ، وَكبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015