إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ. . ."، قال في "الفتح": هذا الرجل هو كعب الأحبار، بَيّن

ذلك مسدّد في "مسنده"، والطبريّ في "تفسيره"، والطبرانيّ في "الأوسط"،

كلهم من طريق رجاء بن أبي سلمة، عن عبادة بن نسَيّ- بضم النون، وفتح

المهملة- عن إسحاق بن خَرَشة، عن قَبيصة بن ذُؤيب، عن كعب، وللبخاريّ

في "المغازي" من طريق الثوريّ عن قيس بن مسلم: "أن ناسًا من اليهود"، وله

في "التفسير" من هذا الوجه بلفظ: "قالت اليهود"، فيُحمل على أنهم كانوا حين

سؤال كعب عن ذلك جماعة، وتكلم كعب على لسانهم. انتهى (?).

(إِنَّكمْ تَقْرَؤُونَ آيَةً لَوْ أُنْزِلَتْ فِينَا لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا)، أي:

لعظّمناه، وجعلناه عيدًا لنا في كل سنة؛ لِعِظم ما حصل فيه من إكمال الدين،

والعيد فعل من العَوْد، وإنما سمّي به؛ لأنه يعود في كل عام. (قَالَ عُمَرُ) - رضي الله عنه -:

(إِنِّي لأَعْلَمُ حَيْثُ أُنْزِلَتْ)؛ أي: في أيّ مكان أُنزلت، (وَأَيَّ يَوْم أُنْزِلَتْ، وَأَيْنَ

رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)؛ أي: وفي أيّ مكان كان - صلى الله عليه وسلم - (حَيْثُ أُنْزِلَتْ) ثًمّ بيّن ذلك،

فقال: (أُنْزِلَتْ بِعَرَفَةَ) بيان للمكان، (وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ) بيان

لمكانه - صلى الله عليه وسلم -، وفي الرواية الآتية: "إني لأعلم اليوم الذي أنزلت فيه، والمكان

الذي نزلت فيه" وزاد في رواية: "والساعة التى نزلت فيها على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ".

ومعنى كلام عمر - رضي الله عنه -: أنّا ما أهملناه، ولا خفي علينا زمان نزولها، ولا

مكان نزواها، وضبطنا جميع ما يتعلق بها، حتى صفة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وموضعه في

زمان النزول، وهو كونه - صلى الله عليه وسلم - قائمًا حينئذ، وهو غاية في الضبط.

وقال النوويّ: معناه: أنّا ما تركنا تعظيم ذلك اليوم، والمكان، أما

المكان فهو عرفات، وهو معظم الحج الذي هو أحد أركان الإسلام، وأما

الزمان فهو يوم الجمعة، ويوم عرفة، وهو يوم اجتمع فيه فضلان، وشرفان،

ومعلوم تعظيمنا لكل واحد منهما، فإذا اجتمعا زاد التعظيم، فقد اتخذنا ذلك

اليوم عيدًا.، وعظّمنا مكانه أيضًا، وهذا كان في حجة الوداع، وعاش النبيّ - صلى الله عليه وسلم -

بعدها ثلاثة أشهر، قاله في "العمدة" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015