(57) - كِتَابُ التَّفْسِيرِ

مسألتان تتعلّقان بهذه الترجمة:

[المسألة الأولى]: في معنى التفسير، واشتقاقه:

"التفسير" مبالغة في الفَسْر، بفتح، فسكون، وهو الإيضاح، والفعل من

بابي ضرب، ونصر، قال الفيّوميّ رحمه الله: فَسَرْتُ الشيءَ فَسْرًا، من باب ضرب:

بيّنته، وأوفصحته، والتثقيل مبالغة. انتهى (?).

وقال المجد رحمه الله: الْفَسْرُ: الإبانة، وكشف المغطّى؛ كالتفسير، والفعل

كضرب، ونصر. انتهى (?).

وقال في "الفتح": التفسير تفعيل من المفسر، وهو البيان، تقول: فَسَرتُ

الشيءَ بالتخفيف أَفْسرُهُ فَسْرًا، وفَسَّرته بالتشديد أُفَسِّره تفسيرًا: إذا بيّنته، وأصل

المفسر: نظر الطبيب إلى الماء؛ ليعرف العلّة، وقيل: هو من فسرتُ الفرسَ: إذا

ركضتها محصورة؛ لينطلق حصرها، وقيل: هو مقلوب من سَفَر؛ كجذب

وجبذ، تقول سفر: إذا كشف وجهه، ومنه أسفر الصبح: إذا أضاء، واختلفوا

في التفسير والتأويل، قال أبو عبيدة، وطائفة: هما بمعنى، وقيل: التفسير: هو

بيان المراد باللفظ، والتأويل: هو بيان المراد بالمعنى (?).

وقال أبو عبيد الهرويّ: التأويل: ردّ أحد المحتمِلَين إلى ما يطابق

الظاهر، والتفسير: كشف المراد عن اللفظ المشكل، وحَكَى صاحب "النهاية"

أن التأويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصليّ إلى ما لا يَحتاج إلى دليل،

لولاه ما تُرك ظاهر اللفظ، وقيل: التأويل: إبداء احتمال لفظ معتضد بدليل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015