أَبُو إِسْمَاعِيلَ) هو حاتم بن إسماعيل شيخ شيخيه، ووقع في بعض النسخ: "ابن

إسماعيل"، وكلاهما صحيح، هو حاتم بن إسماعيل، وكنيته أبو إسماعيل.

(بِرَأْسِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا) مفسّرًا قوله: "فقال برأسه هكذا"، (ثُمَّ أَقْبَلَ) النبيّ - صلى الله عليه وسلم -

(فَلَمَّا انْتَهَى)؛ أي: وصل (إِلَيَّ قَالَ: "يَا جَابِرُ هَلْ رَأَيْتَ مَقَامِي؟ ")؛ أي:

موقفي الذي وقفت فيه وقفةً، (قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ) رأيته، (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم -:

("فَانْطَلِقْ إِلَى الشَّجَرَتَيْنِ) اللتين رأيت ما صنعت بهما من خوارف العادات،

(فَاقْطَعْ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا، فَأَقْبِلْ) بقطع الهمزة، من الإقبال؛ أي:

توجه (بِهِمَا)؛ أي: بالقطعتين اللتين قطعتهما من الشجرتين، (حَتَّى إِذَا قُمْتَ

مَقَامِي) الذي وقفت فيه وقفة (فَأَرْسِلْ)؛ أي: ارم (غُصْنًا عَنْ يَمِينِكَ)؛ أي: إلى

جهة يمينك، (وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِكَ"، قَالَ جَابِرٌ) - رضي الله عنه -: (فَقُمْتُ، فَأَخَذْتُ حَجَرًا،

فَكَسَرْتُهُ، وَحَسَرْتُهُ) بحاء، وسين مهملتين، والسين مخففة؛ أي: أحْدَدته،

ونحّيت عنه ما يمنع حِدّته، بحيث صاو مما يمكن قطعي الأغصان به، وهو

معنى قوله: (فَانْذَلَقَ لِي) قال النوويّ: هو بالذال المعجمة؛ أي: صار حادًّا،

وقال الهرويّ ومن تابعه: الضمير في "حسرته" عائد على الغصن؛ أي: خسرت

غصنًا من أغصان الشجرة؛ أي: قشرته بالحجر، وأنكر القاضي عياض هذا

على الهرويّ ومتابعيه، وقال: سياق الكلام يأبى هذا؛ لأنه حسره، ثم أتى

الشجرة، فقطع الغصنين، وهذا صريح في لفظه، ولأنه قال: "فحسرته، فانذلق"

والذي يوسف بالانذلاق الحجر، لا الغصن، والصواب أنه إنما حسر الحجر،

وبه قال الخطابيّ.

[واعلم]: أن قوله: "فحسرته" بالسين المهملة، هكذا هو في جميع

النسخ، وكذا هو في "الجمع بين الصحيحين"، وفي كتاب الخطابيّ،

والهرويّ، وجميع كتب الغريب، وادعى القاضي روايته عن جميع شيوخهم

لهذا الحرف بالشين المعجمة، وادعى أنه أصحّ، وليس كما قال، والله أعلم.

انتهى كلام النوويّ رحمه الله (?).

قال جابر: (فَأَتيْتُ الشَّجَرَتَيْنِ، فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا، ثُمَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015