المحبوب؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولكن الغني غنى النفس"، وأشار القاضي إلى أن
المراد: الغني بالمال. انتهى (?).
وقال المناويّ: الغني غني النفس، كما جزم به في الرياض، وهو الغني
المحبوب، وأشار البيضاويّ، وعياض، والطيبيّ إلى أن المراد: غني المال،
والمال غير محذور لعينه، بل لكونه يعوق عن الله - عز وجل -، وكم من غني لم يشغله
غناه عن الله، وكم من فقير شغله فقره عن الله، فالتحقيق أنه لا يُطلق القول
بتفضيل الغني على الفقير، وعكسه. انتهى (?).
وقال القاري -رحمه الله- "التقي": أي: من يتقي المناهي، أو من لا يصرف
ماله في الملاهي، وقيل: هو الذي يتقي المحرمات والشبهات، ويتورع عن
المشتهيات والمباحات.
و"الغني" قال النوويّ -رحمه الله-: المراد بالغنى: غنى النفس، وهذا هو الغني
المحبوب؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الغني غني النفس"، وأشار القاضي: إلى أن المراد به:
غني المال.
قال القاري: هو لا ينافي غني النفس، فإنه الأصل في الغني، والفرد
الأكمل في المعنى، ويترتب عليه غني اليد الموجب لتحصيل الخيرات
والمبرات في الدنيا، ووصول الدرجات العاليات في العقبى.
والحاصل: : أن المراد به: الغني الشاكر، وقد يُستدل به على أنه أفضل
من الفقير الصابر، لكن المعتمَد خلافه؛ لِمَا سبق بيانه، وتحقق برهانه.
(الْخَفِي") قال ابن الأثير -رحمه الله-: الخفيّ هو المعتزل عن الناس، الذي
يُخفي عليهم مكانه. انتهى (?).
وقال النوويّ -رحمه الله-: وأما الخفي فبالخاء المعجمة، هذا هو الموجود في
النسخ، والمعروف في الروايات، وذكر القاضي أن بعض رواة مسلم رواه
بالمهملة، فمعناه بالمعجمة: الخامل المنقطع إلى العبادة، والاشتغال بأمور
نفسه، ومعناه بالمهملة: الوَصُول للرحم، اللطيف بهم، وبغيرهم، من