يا أيها الناس ثلاثًا، يقول في الثالثة: أتى أمر الله، قال: والذي نفسي بيده إن
الرجلين لينشران الثوب بينهما، فما يطويانه ... " الحديث (?).
(وَالرَّجُلُ يَلِطُّ فِي حَوْضِهِ) قال النوويّ رحمه الله: هكذا هو في معظم النسخ،
بفتح، الياء، وكسر اللام، وتخفيف الطاء، وفي بعضها: "يليط" بزيادة ياء، وفي
بعضهها: "يلوط"، ومعنى الجميع واحد، وهو أنه يُطَيِّنه، ويصلحه. انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "وتخفيف الطاء" لا وجه للتخفيف هنا،
بل الصواب أنه بتشديد الطاء، من لطّ يلطّ، كفرّ يفِرّ، قال المجد رحمه الله: لطّ
بالأمر: لَزِمه، وعليه: سَتَره، وا لبابَ: أغلقه، ولَطَطْتُ الشيءَ: ألصقته. انتهى
المقصود منه (?).
وقال في "المشارق": وعند القاضي الشهيد: يُليط بضم الياء، وكذا في
البخاريّ، وعند الخشني عن الهوزنيّ: يلوط، ومعانيها متقاربة، ومعنى يَليط:
يُله حق الطين به، ويسدّ تشققه؛ ليلا ينشف الماء، واللَّطّ: الإلزاق، ويلوط:
يُصه لمح، وُيطيِّن، ويليط يُلزق به الطين، لاط الشيءُ بالشيء لَزِق، وألطته:
ألزقته، ومعناه: إصلاحه، ورَمّه. انتهى (?).
وقال في "الفتح": قوله: "يليط حوضه" بفتح أوله، من الثلاثيّ، وبضمه،
من الرباعيّ، والمعنى: يصلحه بالطين، والمدر، فيسدّ شقوقه؛ ليملأه، ويسقي
منه دوابه، يقال: لاط الحوضَ يليطه: إذا أصلحه بالمدر، ونحوه، ومنه قيل:
اللإئط لمن يفعل الفاحشة، وجاء في مضارعه: يلوط، تفرقة بينه وبين
الحوض، وحَكَى القزاز في الحوض أيضًا: يلوط، والأصل في اللَّوْط:
اللصوق، ومنه كان عمر يليط أهل الجاهلية بمن ادّعاهم في الإسلام.
قال الحافظ: كذا قال، والذي يتبادر أن فاعل الفاحشة نُسب إلى قوم
لوط، والله أعلم.
ووقع في حديث عقبة بن عامر: "وإن الرجل لَيَمْدُر حوضه، فما يسقي
منه شيئًا"، وفي حديث عبد الله بن عمرو عند الحاكم، وأصله في مسلم: "ثم