يُنفخ في الصُّور، فيكون أول من يسمعه رجل يلوط حوضه، فيُصعق"، ففي هذا

بيان السبب في كونه لا يسقي من حوضه شيئًا.

وقال في "الفتح" أيضًا: قوله: "يليط حوضه" بضم أوله، ويقالى: ألاط

حوضه: إذا مدّره؛ أي: جمع حجارة، فصيّرها كالحوض، ثم سدّ ما بينها من

الْفُرَج باللى سدّر ونحوه، لينحبس الماء، هذا أصله، وقد يكون للحوض خروق،

فيسدّها بالمدر قبل أن يملأه، وفي "جمل ذلك إشارة إلى أن القيامة تقوم بغتة،

كما قال الله تعالى: {لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً} [الأعراف: 187].انتهى (?).

(فَمَا يَصْدُرُ)؛ أي: يفرغ، أو ينفصل عنه، (حَتَّى تَقُومَ)؛ أي: القيامة من

قبل أن يستقي منه.

[تنبيه]: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-هذا اختصره المصنّف، وقد ساقه

البخاريّ مطولًا، فقال:

(6704) - حدّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدّثنا أبو الزناد، عن

عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقوم الساعة حتى

تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة، وحتى يُبعث

دجّالون، كذّابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يُقبض

العلم، وتكثر الزلازلى، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو

القتل، وحتى يكثر فيكم المال، فيفيض، حتى يُهمّ رب المال من يقبل صدقته،

وحتى يَعرضه، فيقول الذي يَعرضه عليه: لا أَرَب لي به، وحتى يتطاول الناس

في البنيان، وحتى يمرّ الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه، وحتى تطلع

الشمس من مغربها، فإذا طلعت، ورآها الناس، يعني: آمنوا أجمعون، فذلك

حين: {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}

[الأنعام: 1158] ولتقومنّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه،

ولا يطويانه، ولتقومنّ الساعة، وقد انصرف الرجل بلبن لِقْحته، فلا يطعمه،

ولتقومنّ الساعة، وهو يُليط حوضه، فلا يسقي فيه، ولتقومنّ الساعة، وقد رفع

أُكلته إلى فيه، فلا يطعمها". انتهى (?)، والله تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015