والمجرور حال، والعامل فيه اسم الإشارة، أو حرف التنبيه. (فَإِفُّ)؛ أي:

الرجل الذي في الدير (إِلَى خَبَرِكُمْ) متعلق بقوله: (بِالأَشْوَاقِ) بفتح الهمزة:

جمع شوق؛ أي: كثير الشوق، وعظيم الاشتياق، والباء للإلصاق، قال،

التوربشتيّ - رحمه الله -: أي شديد نزاع النفس إلى ما عندكم من الخبر، حتى كانت،

الأشواق ملصقة به، أو كأنه مهتم بها. (قَالَ) تميم - رضي الله عنه -: (لَمَّا سَمَّتْ)؛ أي:

ذكرت ووصفت (لَنَا رَجُلاً فَرِقْنَا) بكسر الراء؛ أي: خفنا (مِنْهَا) أي: من تلك

الدابّة (أَنْ تَكُونَ شَييْطَانَةً)؛ أي: كراهة أن تكون شيطانة، وأن يكون الرجل

شيطاناً متعلقاً بها، وقال الطيبيّ - رحمه الله -: "أن تكون شيطانة" بدل من الضمير

المجرور. (قَالَ) تميم: (فَانْطَلَقْنَا)؛ أي: ذهبنا (سِرَاعاً)؛ أي: حال كوننا

مسرعين في الانطلاق، (حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ) قال بعضهم: دير النصارى أصله

الواو. انتهى، والمعنى أن أصله: دار بالألف المبدلة من الواو، مأخوذاً من

الدور؛ لكونه مدوراً، أو مُدار فيها، أو مدار المعيشة، والمبيت إليه، ثم أُبدلت

الألف ياء للفرق، ومراده بقوله: دير النصارى أنه مثله، أو في الأصل يطلق

عليا، ، وقد يطلق على بيمسا الخمر (?). (فَإِذَا فِيه أَعْظَمُ إِنْسَانٍ)؛ أي: أكبره جثة،

أو أهيبه هيئة، وقوله: (رَأَيْنَاهُ) صفة "إنسان" احتراز عمن لم يروه، ولما كان

هذا الكلام في معنى: ما رأينا مثله صحّ قوله: (قَطُّ) الذي يختص بنفي

الماضي، وهو بفتح القاف، وتشديد الطاء المضمومة، في أفصح اللغات، وقد

تكسر، وقد يتبع قافه طاءه في الضم، وقد تخفف طاؤه، مع ضمها،

وإسكانها، على ما في "المغني".

وقوله: (خَلْقاً) منصوب على التمييز، (وَأَشَدُّهُ)؛ أي: أقوى إنسان (وِثَاقاً)

بفتح الواو، وتُكَسر؛ أي: قيداً من السلاسل والأغلال، على ما سيأتي.

(مَجْمُوعَةٌ) بالنصب على الحال، أو بالرفع صفة لـ"أعظم"؛ أي: فإذا فيه أعظم

إنسان مجموعةٌ (يَدَاهُ) مرفوع على أنه نائب الفاعل، (إِلَى عُنُقِهِ) متعلّق

بـ "مجموعة"، وقوله: (مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ)؛ أي: الذي بين ركبتيه (إِلَى كَعْبَيْهِ) مجموع،

ومغلول أيضاً (بِالْحَدِيدِ) يعني كانت يداه، وساقاه مجموعة إلى عنقه بالحديد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015