قال الجامع عفا الله عنه: لا يخفى على من تأمل أن المراد بقوله هنا
"وإنما ألقي في الجنة" هو الذي تقدّم في قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "معه جنة ونار، فناره
جنّة، وجنّته نار"، فيُلقيه الدجال في ناره التي يدعي أنها نار، فإذا ألقاه فيها،
قلبها الله عزوجل له جنة، يتنعّم فيها المؤمن، والله تعالى أعلم.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه قبله، ولله الحمد
والمنّة.
(22) - (بَابٌ فِي الدَّجَّالِ، وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ عزوجل)
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّلَ الكتاب قال:
[7348] (2939) - (حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمِ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مِمَّا سَأْلْتُ، قَالَ:
"وَمَا يُنْصِبُكَ مِنْهُ؟ إِنَّهُ لَا يَضُرُّكَ"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ
مَعَهُ الطَّعَامَ، وَالأَنْهَارَ، قَالَ: "هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَلِكَ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ) أبو عُمر الكوفيّ، ثقة [10].
روى عن الحمادين، وإبراهيم بن حميد الرؤاسيّ، وجعفر بن سليمان
الضُّبعيّ، وخالد بن عمرو القرشيّ، ومحمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمدانيّ،
وعيسى بن يونس، وغيرهم.
وروى له الترمذيّ، وابن ماجه، بواسطة، وأبو عبيدة بن أبي السفر،
وأحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني، وعباس العنبري، وعمرو بن عليّ
الصير فيّ، وغيرهم.
قال العجليّ: كوفيّ ثقة، وقال أبو حاتم: ثقةٌ رضيّ، وقال عبد الرحمن بن
محمد الجزريّ: كان ثقةً، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال مطين: مات لليلتين خلتا من جمادى الأولى سنة أربع وعشرين
ومائتين، وكذا قال ابن سعد، وقال ابن عديّ: كان من خيار الناس.