مسلم، وفي وواية عطية، عن أبي سعيد، وفعه، في صفة عين الدجال، كما

تقدم، وفيه: "ومعه مثل الجنة والنار، وبين يديه رجلان، يُنذران أهل القرى,

كلما خرجا من قرية دخل أوائله"، أخرجه أبو يعلى، والبزاو، وهو عند

أحمد بن منيع, مطولٌ، وسنده ضعيف، وفي رواية أبي الوداك، عن أبي

سعيد، رفعه، في صفة عين الدجال أيضاً، وفيه: "معه من كل لسان، ومعه

صورة الجنة خضراء، يجري فيها الماء، وصورة النار سوداء، تُدَخِّن".

انتهى (1).

(فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَنَا) النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (قَالَ: "يَأْتِي) ولفظ البخاريِّ: "يأتي

الدجال"؛ أي: إلى ظاهر المدينة، (وَهُوَ) أي والحال أنه (مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ

نِقَابَ الْمَدِينَةِ) بكسر النون: جمع نقب، وفي رواية البخاريِّ: "على أنقاب

المدينة"، هو جمع نَقَب، بفتح النون، والقاف، بعدها موحدة، قال ابن وهب:

المراد بها المداخل، وقيل: الأبواب، وأصل النقب: الطريق بين الجبلين،

وقيل: الأنقاب: الطرق التي يسلكها الناس، ومنه قوله تعالى: {فَنَقَّبُوا فِي

الْبِلَادِ} [ق: 36].

(فَيَنْتَهِي)؛ أي: يصل الدجّال (إِلَى بَعْضِ السِّبَاخِ) بكسر المهملة،

وتخفيف الموحّدة: جمع سَبَخة، بفتحتين، وهي الأرض الرملة التي لا تُنبت؛

لملوحتها، وهذه الصفة خارج المدينة من غير جهة الحرّة (الَّتِي تَلِي الْمَدِينَةَ)؛

أي: من قِبَل الشام، (فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ، هُوَ خَيْرُ النَّاسِ - أَوْ مِنْ خَيْرِ

النَّاسِ -) "أو" للشكّ من الراوي، وفي رواية البخاريّ: "فيخرج إليه يومئذٍ رجل

هو خير الناس، أو من خيار الناس"، وفي رواية أبي الوداك عن أبي سعيد

الآتية عند مسلم: "فيتوجه قِبَله رجل من المؤمنين، فيلقاه مسالح الدجال،

فيقولون: أوَ ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء، فينطلقون به إلى الدجال بعد

أن يريدوا قتله، فإذا رآه، قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكره

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي رواية عطية: "فيدخل القرى كلها غير مكة والمدينة،

حُرِّمتا عليه، والمؤمنون متفرقون في الأرض، فيجمعهم الله، فيقول رجل منهم:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015