تَغَايَرَا وَإِنْ يُعَرَّفْ ثَانِ ... تَوَافَقَا كَذَا الْمُعَرَّفَانِ
شَاهِدُهَا الَّذِي رَوينَا مُسْنَدَا ... لَنْ يَغْلِبَ الْيُسْرَيْنِ عُسْرٌ أَبَدَا
وَنَقَضَ السُّبْكِيُّ ذِي بِأَمْثِلَهْ ... وَقَالَ ذِي قَاعِدَةٌ مُسْتَشْكَلَهْ
قال الجامع: قد أجبت عن استشكال السبكي المذكور، فقلت:
قُلْتُ وَلَا اسْتِشْكَالَ إِذْ ذِي تُحْمَلُ ... عَلَى الَّذِي يَغْلِبُ إِذْ تُسَتْعْمَلُ
(مَوْضِعَ شِبْرٍ، إِلَّا مَلأَهُ زَهَمُهُمْ) بفتح الزاي والهاء، وقد تضم الزاي،
وتفسيره قوله: (وَنَتْنُهُمْ) بسكون التاء، قال التوربشتيّ - رحمه الله -: الزهم بالتحريك
مصدر قولك: زَهِمت يدي بالكسر، من الزهومة، فهي زَهِمة؛ أي: دَسِمة،
وعليه أكثر الروايات فيما أعلم، وفيه من طريق المعنى وهنٌ، وضم الزاي مع
فتح الهاء أصح معنى، وهو جمع زُهمة؛ يعني: بضم الزاي وسكون الهاء,
وهي الريح المنتنة.
وفي "القاموس": الزُّهومة، والزُّهمة بضمها: ريح لحمِ سمينٍ منتن،
والزُّهْم بالضم: الريح المنتنة، وبالتحريك: مصدر زَهِمت يدي، كفَرِح، فهي
زهمة؛ أي: دسمة. انتهى.
(فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى) - عليه السلام - (وَأَصْحَابُهُ) المؤمنون (إِلَى اللهِ) - سبحانه وتعالى - أن يزيل
عنهم تلك الزهمة، (فَيُرْسِلُ اللهُ طَيْراً) جمع طائر، . وقد يقع على الواحد،
والمراد هنا الأول، ولذا قال بعده: "فتحملهم". (كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ) بضم
الموحّدة، وسكون الخاء المعجمة: نوع من الإبل؛ أي: طيراً أعناقها في
الطول والكبر كأعناق البخت، (فَتَحْمِلُهُمْ)؛ أي: تحمل تلك الطير يأجوج
ومأجوج؛ أي: جُثثهم (فَتَطْرَحُهُمْ)؛ أي: ترميهم (حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ) من البحار،
أو مما وراء الديار المعمورة. (ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَراً)؛ أي: عظيماً (لَا يَكُنُّ)
بفتح الياء، وضم الكاف, وتشديد النون، من كننتُ الشيءَ، من باب نصر؛
أي: سترته، أو بضمّ أوله وكسر ثانيه، من أكننت الشيء بهذا المعنى,
والمفعول محذوف، والجملة صفة "مطراً"؛ أي: لا يستر، ولا يصون شيئاً
(مِنْهُ)؛ أي: من ذلك المطر، (بَيْتُ مَدَرٍ) بفتحتين: أي تراب وحجر، (وَلَا وَبَرٍ)
بفتحتين؛ أي: صوف، أو شعر، والمراد: تعميم بيوت أهل البدو، والحضر،