الخليفة هو عمرَ بن عبد العزيز؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "في آخر أمتي"، وذلك لا يصدق
على زمن عمر بن عبد العزيز، إلا بالتوسّع البعيد، ولأنه لم يَصُبّ المال كما
جاء في هذا الحديث، وقد روى الترمذيّ، وأبو داود أحاديث صحيحة في هذا
الخليفة، وسمّياه بالمهديّ، فروى الترمذيّ عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تذهب الدنيا حتى يَملك العرب رجل من أهل بيتي،
يواطئ اسمه اسمي"، قال: حديث حسنٌ صحيحٌ. وخرّجه أبو داود، وزاد فيه:
"يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كما مُلئت ظلمًا، وجورًا".
ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك
اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي"، قال: حديث حسنٌ
صحيحٌ.
ومن حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث،
فسألناه، فقال: "إن في أمتي المهديّ، يخرج يعيش خمسًا، أو سبعًا، أو تسعًا
- زيد الشاكّ- قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين، قال: فيجيء إليه الرجل،
فيقول: يا مهديّ أعطني، يا مهديّ أعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع
أن يحمله"، قال: هذا حديث حسن.
وروى أبو داود من حديث أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المهديّ في أمتي: أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض
قسطًا وعدلًا، كما مُلئت جورًا وظلمًا، يَملك سبع سنين" (?).
ورَوى أيضًا أبو داود عن أم سلمة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يكون
اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربًا إلى مكة، فيأتيه
ناسٌ من أهل مكة، فيخرجونه، وهو كارهٌ، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويُبعث
إليه بعث من أهل الشام، فيُخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى
الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام، وعصائب أهل العراق، فيبايعونه، ثم ينشأ
رجل من قُريش أخواله كلب، فيبدث إليهم بعثًا، فيظهرون عليهم، وذلك بعثُ
كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيَقْسِم المالَ، ويعمل في الناس بسُنّة