(قَالَ) الْجُريريّ: (قُلْتُ لأَبِي نَضْرَةَ) المنذر بن مالك الراوي عن

جابر - رضي الله عنه -، (وَأَبِي الْعَلَاءِ) يزيد بن عبد الله بن الشّخِّير- بكسر الشين، وتشديد

الخاء المعجمتين- العامريّ البصريّ، ثقة [2] (ت 111) أو قبلها، وكان مولده

في خلافة عمر، فوَهِم من زعم أن له رؤية، روى له الجماعة، تقدّمت ترجمته

في "الحيض" 20/ 783.

(أَتَرَيَانِ) لفتح التاء، ويجوز ضمها: أي: أتظنّان (أَنَّهُ)؛ أي: أن الخليفة

الذي يحثي المال حثيًا، ولا يعدّه عدًّا (عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ) الأمويّ الخليفة

الراشد المتوفّى في رجب سنة (101) تقدّمت ترجمته في "المقدمة" 6/ 46.

(فَقَالَا: لَا)؛ أي: لا نظنّه عمر؛ لعدمٍ مطابقة الحدسا له؛ لأنه قال: "يكون في

آخر أمتي"، وعمر في أولها، وأيضًا فعمر لم يُذكر بالحثي المذكور؛ لأنه لم

تكثر عنده الأموال، وإنما ينطبق هذا على المهديّ المنتظر، حيث يفيض المال

في وقته، ويستغني كلّ أحد، حتى إن رب الصدقة ليهمّه من يقبل صدقته، كما

ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة، وأيضًا فقد صرّح في بعض الأحاديث بأنه

المهديّ، كما يأتي قريبًا، فتعيّن حَمْله عليه، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - هذا من أفراد

المصنّف رحمه الله.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [18/ 7288 و 7289] (13 29)، و (أحمد) في

"مسنده" (5/ 3 و 38 و 48 - 49 و 317 و 333)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"

(6682)، و (الحاكم) في "المستدرك" (4/ 501)، و (البيهقيّ) في "الدلائل"

(6/ 330)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): قال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "يحثي المال حثيًا"؛ أي:

يصبّه صبّ، يقال: حثى يحثي حثيًا، وحثا يحثو حثوًا، وقد وقع الفعلان في

مسلم، والمصدر حَثْيًا بفتح الحاء، وإسكان الثاء، وضبط عن أبي بحر: حثِيًّا

بكسر الثاء، وتشديد الياء، وليس بمعروف، وإنما نفى أبو نضرة أن يكون هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015