وقوله: (حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ التُّرْكَ) اختُلف في أصل الترك، فقال
الخطابيّ: هم بنو قنطوراء، أَمَة كانت لإبراهيم عليه السلام، وقال كراع: هم الديلم،
وتعقّب بأنهم جنس من الترك، وكذلك الغزّ، وقال أبو عمرو: هم من أولاد يافث،
وهم أجناس كثيرة، وقال وهب بن منبه: هم بنو عم يأجوج ومأجوج، لَمّا بني ذو
القرنين السدّ كان بعض يأجوج ومأجوج غائبين، فتُركوا، لم يدخلوا مع قومهم،
فسُمُّوا الترك، وقيل: إنهم من نسل تُبَّع، وقيل: من ولد افريدون بن سام بن نوح،
وقيل: ابن يافث لصلبه، وقيل: ابن كومى بن يافث، ذكره في "الفتح" (?).
والحديث قد مضى البحث فيه مستوفًى، ولله الحمد.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:
[7287] (. . .) - (حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبًي حَازِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تُقَاتِلُونَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ قَوْمًا، نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ
الْمَجَانُّ المُطْرَقَةُ، حُمْرُ الْوُجُوهِ، صِغَارُ الأَعْيُنِ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (أَبُو كُرَيْب) محمد بن العلاء، أحد مشايخ الجماعة بلا واسطة،
تقدّم قريبًا.
2 - (وَكِيعُ) بن الجرّاح، أبو سفيان الرؤاسي، تقدّم أيضًا قريبًا.
3 - (أَبُو أُسَامَةَ) حماد بن أسامة القرشيّ مولاهم الكوفيّ، مشهوو بكنيته،
ثقةٌ ثبتٌ، رُبّما دَلَّس، من كبار [9] (ت 201) وهو ابن ثمانين سنةً (ع) تقدم في
"المقدمة" 6/ 51.
4 - (إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ) الأحمسيّ مولاهم البجليّ، ثقةٌ ثبتٌ [4]
(ت 146) (ع) تقدم في "شرح المقدمة" جـ 1 ص 303.
5 - (قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ) البجليّ، أبو عبد الله الكوفيّ، ثقةٌ مخضرمٌ [2]
ويقال: لها رؤية، وهو الذي يقال: إنه اجتمع له أن يروي عن العشرة المبشّرين