والمنافقين، (فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ")؛ أي: وهو عبادة الأصنام، كما قال
في أول الحديث: "لا يذهب الليل والنهار حتى تُعبد اللاتُ والعزى"، والله
تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عائشة - رضي الله عنها - هذا من أفراد المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [17/ 7272 و 7273] (2907)، و (أبو يعلى) في
"مسنده" (4564)، و (الحاكم) في "المستدرك" (7/ 134)، و (البيهقيّ) في
"الكبرى" (9/ 181)، و (الدانيّ) في "السنن الواردة في الفتن" (4/ 830)، والله
تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّلَ الكتاب قال:
[7273] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - وَهُوَ
الْحَنَفِيُّ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ).
رجال هذا الإسناد: ثلاثة:
1 - (أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ) عبد الكبير بن عبد المجيد بن عُبيد الله البصريّ،
ثقةٌ [9] (ت 204) (ع) تقدم في "الصلاة" 49/ 1136.
والباقيان ذُكرا في الباب، والباب الماضى.
[تنبيه]: رواية أبي بكر الحنفيّ عن عبد الحميد بن جعفر هذه ساقها أبو
يعلى - رَحِمَهُ اللهُ - في "مسنده"، فقال:
(45614) - حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، حَدَّثَنَا أبو بكر الحنفيّ،
حدّثناي بد الحميد بن جعفر، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، عن
عائشة، قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لن يذهب الليل والنهار حتى يُعبد اللاتُ
والعزى" قالت: قلت: يا رسول الله، فقد كنتُ أظن حين قال الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} [التوبة: 33] وأن ذلك تامّا، فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "سيكون من
ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحًا طيبةً، فتَقبِض روح من كان في قلبه