حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ، قَالَ: دَخَلَ
الْحَارِثُ بْنُ أَبِى رَبِيعَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ، وَأَنَا مَعَهُمَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ
الْمُؤْمِنِينَ، فَسَأَلاهَا عَنِ الْجَيْشِ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَيَّامِ ابْنِ الزُّبَيْرِ،
فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ، فَإِذَا كَانُوا
بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهًا؟
قَالَ: "يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ، وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ"، وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ:
هِيَ بَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ) -بفاء مصغرًا- الأسديّ، أبو عبد الله
المكيّ، نزيل الكوفة، ثقةٌ [4] (ت 130) ويقال: بعدها، وقد جاوز التسعين
(ع) تقدم في "الجمعة" 15/ 2010.
2 - (عُبَيْدُ اللهِ ابْنُ الْقِبْطِيَّةِ) الكوفيّ، ثقةٌ [4] (ي م د س) تقدم في
"الصلاة" 28/ 975.
3 - (أُمُّ سَلَمَةَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ) هند بنت أبي أمية حذيفة، أو سُهيل بن
المغيرة بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم المخزومية، تزوجها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعد أبي
سلمة، سنة أربع، وقيل: ثلاث، وعاشت بعد ذلك ستين سنةً، ماتت -رضي الله عنها- سنة
اثنتين وستين، وقيل: سنة إحدى، وقيل: قبل ذلك، والأول أصح (ع) تقدمت
في "شرح المقدمة" جـ 2 ص 473.
والباقون ذُكروا في البابين الماضيين.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف رحمه الله، وأن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وهو
من رواية الأقران؛ لأنهما من الطبقة الرابعة.
شرح الحديث:
(عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ)؛ أنه (قَالَ: دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ) هو
الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزوميّ المكيّ، أمير الكوفة
المعروف بقُبَاع -بضمّ القاف، وتخفيف الموحّدة- صدوقٌ من الثانية، مات