قبل السبعين، تقدّمت ترجمته في "الحج" 67/ 3247. (وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ) بن
أمية بن خَلَف الجمحيّ، أبو صفوان المكيّ، وُلد على عهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ولأبيه
صحبة مشهورة، وقُتل مع ابن الزبير، وهو متعلق بأستار الكعبة، سنة ثلاث
وسبعين، ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين. (وَ) الحال (أَنَا
مَعَهُمَا)؛ أي: مع الحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان. (عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ)
هند بنت أبي أميّة المخزوميّة، (أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ) -رضي الله عنها- (فَسَأَلاهَا)؛ أي: سأل
الحارث، وعبد الله أم سلمة (عَنِ الْجَيْشِ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِ) بالبناء للمفعول،
(وَكَانَ ذَلِكَ) السؤال واقعًا (فِي ألَّامِ ابْنِ الزّبَيْرِ)؟ أي: في أَيام حرب أهل الشام
لعبد. الله بن الزبير لمّا امتنع أن يبايع ليزيد بن معاوية.
قال القاضي عياض: قال أبو الوليد الكتانيّ: هذا ليس بصحيح؛ لأن أم
سلمة -رضي الله عنها- تُوفيت في خلافة معاوية قبل موته بسنتين، سنة تسع وخمسين، ولم
تُدرِك أيام ابن الزبير، قال القاضي: قد قيل: إنها تُوفيت أيام يزيد بن معاوية
في أولها، فعلى هذا يستقيم ذِكرها؛ لأن ابن الزبير نازع يزيد أول ما بلغته بيعته
عند وفاة معاوية، ذكر ذلك الطبريّ وغيره، وممن ذكر وفاة أم سلمة أيام يزيد:
أبو عمر بن عبد البر في "الاستيعاب"، وقد ذكر مسلم الحديث بعد هذه الرواية
من رواية حفصة، وقال: "عن أم المؤمنين"، ولم يسمِّها، قال الدارقطنيّ: هي
عائشة -رضي الله عنها-، قال: ورواه سالم بن أبي الجعد عن حفصة، أو أم سلمة، وقال:
والحديث محفوظ عن أم سلمة، وهو أيضًا محفوظ عن حفصة. انتهى كلام
القاضي، وممن ذكر أن أم سلمة تُوفيت أيام يزيد بن معاوية: أبو بكر بن أبي
خيثمة، قاله النوويّ (?).
وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "وكان ذلك في أيام ابن الزبير": "ذلك"
إشارة إلى سؤال أم سلمة -رضي الله عنها- عن الجيش الذي يخسف به، وسألها عن ذلك
الحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان، هذا ظاهره، لكن قال أبو الوليد
الكنانيّ: هذا لا يصحّ؛ لأنَّ أم سلمة ماتت في أيام معاوية قبل موته بسنة، ولم
تُدرك أيام ابن الزبير، قال القاضي: وقد قيل: إنها ماتت أيام يزيد بن معاوية