كالقصعة بين الأكلة، كما قال في الحديث الآخر: "يوشك الأمم أن تداعى

عليكم، كما تتداعى الأكلة على قصعتها" (?)، قال ذلك مخاطبًا للعرب، ولهم

خاطب أيضًا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع

القَطْر" (?).

(فُتِحَ) بالبناء للمفعول، (الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ)؛ أي: من سدّ

يأجوج ومأجوج، يقال: رَدَمت الثلمة؛ أي: سددتها، الاسم والمصدر سواء،

وذلك أنهم يحفرون كل يوم حتى لا يبقى بينهم وبين أن يخرقوا النقب إلا

يسيرٌ، فيقولون: غدًا نأتي، فنفرغ منه، فيأتون بعد الصباح، فيجدونه عاد

كهيأته، فإذا جاء الوقت، قالوا عند المساء: غدًا إن شاء الله نأتي، فنفرغ منه،

فينقبونه، ويخرجون، أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" من حديث أبي هريرة،

وحذيفة، وفي "تفسير مقاتل": "يغدون إليه في كل يوم، فيعالجون حتى يولد

فيهم رجل مسلم، فإذا غدوا عليه، قال لهم المسلم: قولوا: بسم الله،

فيعالجونه حتى يتركونه رقيقًا، كقشر البيض، ويرى ضوء الشمس، فيقول

المسلم: قولوا: بسم الله غدًا نرجع إن شاء الله تعالى، فنفتحه ... "

الحديث (?).

(مِثْلُ هَذِهِ"، وَعَقَدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ عَشَرَةً) وفي الرواية الآتية: "وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ

الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا"؛ أي: جعلهما مثل الحلقة، وفي رواية: "وعقد وهيب بيده

تسعين"، وفي رواية عن البخاريّ: "وعقد سفيان تسعين، أو مائة"، وفي رواية

سليمان بن كثير، عن الزهريّ عند أبي عوانة، وابن مردويه: "مثل هذه، وعقد

تسعين"، ولم يعيّن الذي عقد، ولابن حبان من طريق شريح بن يونس، عن

سفيان: "وحلّق بيده عشرة"، ولم يعيّن أن الذي حلّق هو سفيان، وأخرجه من

طريق يونس، عن الزهريّ بدون ذِكر العقد.

قال عياض وغيره: هذه الروايات متفقة إلا قوله: "عشرة". قال الحافظ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015