السُّنَّة والجماعة وكذلك يكمل العقل للصغار؛ ليعلموا منزلتهم وسعادتهم، وقد

جاء أن القبر ينضم عليه كالكبير.

وصار أبو هُذَيل، وبِشْر إلى: أن من خرج عن سمة الإيمان فإنه يعذَّب

بين النفختين، وإنما المسألة إنما تقع في تلك الأوقات، وأثبت البلخيّ،

والجبائي وابنه، عذاب القبر، ولكنهم نفوه عن المؤمنين، وأثبتوه للكافرين،

والفاسقين، وقال بعضهم: عذاب القبر جائز، وأنه يجري على الموتى من غير

ردّ روحهم إلى الجسد، وأن الميت يجوز أن يتألم ويُحِسّ، وهذا مذهب

جماعة من الكرَّامية، وقال بعض المعتزلة: إن الله تعالى يعذب الموتى في

قبورهم، ويُحْدث الآلام، وهم لا يشعرون، فإذا حُشروا وجدوا تلك الآلام

كالسكران، والمغشي عليهم إن ضُربوا لم يجدوا ألمًا، فإذا عاد عقلهم إليهم

وجدوا تلك الآلام، وأما باقي المعتزلة مثل ضرار بن عمرو وبشر المريسي

ويحيى بن كامل، وغيرهم، فإنهم أنكروا عذاب القبر أصلًا، وهذه الأقوال

كل فاسدة تردّها الأحاديث الثابتة، وإلى الإنكار أيضًا ذهب الخوارج، وبعض

المرجئة.

ثم المعذَّب عند أهل السُّنَّة والجماعة الجسد بعينه أو بعضه بعد إعادة

الروح إلى جسده، أو إلى جزئه، وخالف في ذلك محمد بن جرير، وطائفة،

فقالوا: لا يشترط إعادة الروح، وهذا أيضًا فاسد. انتهى (?).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: في قولهم: إن المعذَّب الجسد بعينه أو

بعضه ليس عليه دليل قاطع، بل الأدلة مطلقة؛ كما أفاده الحافظ في

"الفتح" (?).

وقد جاء في عذاب القبر أحاديت كثيرة:

منها: حديث الباب، ومنها: حديث صاحبي القبرين، وفيه: "إنهما

ليعذّبان ... "، تقدّم في "كتاب الطهارة".

ومنها: حديث عائشة - رضي الله عنها -: "أن يهودية دخلت عليها، فذكرت عذاب

القبر"، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، قالت عائشة: فسألت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015