ولا يُسمعهم صوته إذا عُذّب بأن كلامه قبل الدفن متعلق بأحكام الدنيا، وصوته

إذا عُذب في القبر متعلق بأحكام الآخرة، وقد أخفى الله على المكلفين أحوال

الآخرة، إلا من شاء الله؛ إبقاءً عليهم، كما تقدم.

وقد جاء في عذاب القبر غير هذه الأحاديث منها عن أبي هريرة، وابن

عباس، وأبي أيوب، وسعد، وزيد بن أرقم، وأم خالد، في "الصحيحين"، أو

أحدهما، وعن جابر عند ابن ماجه، وأبي سعيد عند ابن مردويه، وعمر،

وعبد الرحمن ابن حسنة، وعبد الله بن عمرو، عند أبي داود، وابن مسعود،

عند الطحاويّ، وأبي بكرة، وأسماء بنت يزيد، عند النسائيّ، وأم مبشر، عند

ابن أبي شيبة، وعن غيرهم، قاله في "الفتح" (?).

(المسألة الرابعة): في فوائده:

1 - (منها): إثبات سماع الميت قرع نعال من يدفنه، إذا انصرفوا من دفنه.

2 - (ومنها): إثبات سؤال المؤمن في القبر، وهذا مما لا خلاف فيه.

3 - (ومنها): إثبات سؤال الكافر في القبر، وهذا القول هو الراجح، كما

تقدم قريبًا.

4 - (ومنها): أن الذي يَسأل في القبر ملَكان، اسم أحدهما منكر، واسم

الآخر نكير.

5 - (ومنها): أن سؤال القبر يكون عن التوحيد، ففيه بيان عِظَم شأن

التوحيد.

6 - (ومنها): أن من يُسأل في قبره ينقسم إلى قسمين: مؤمن مخلص

موفّق للإجابة، فيُبشَّر برحمة الله، وجنته، وغير مؤمن، فيَضِلّ عن الجواب،

فيبشَّر بعذاب الله، وسوء عاقبته، نسأل الله تعالى أن يثبّتنا بالقول الثابت في

الحياة الدنيا، وفي الآخرة، إنه بعباده لرؤوف رحيم.

7 - (ومنها): أن فيه ذمّ التقليد في أمور الدين، ولا سيما باب العقائد؛

لمعاقبة من قال: "كنت أسمع الناس، يقولون شيئًا، فقلته"، فالواجب على

المكلّف الاتباع، لا التقليد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015