روحه، قال: ويَحْتَمِل أن يكون على ضَرْب المَثَل، والاستعارة للرحمة،
والنعيم، كما يقال: سقى الله قبره، والاحتمال الأول أصحّ، والله أعلم.
انتهى (?).
وفي رواية أحمد بعد ذكر السؤال والجواب: "فينادي منادٍ في السماء:
أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى
الجنة، قال: فيأتيه من رَوْحها، وطيبها، ويُفسح له في قبره مَدَّ بصره، قال:
ويأتيه رجل حَسَن الوجه، حَسَن الثياب، طيّب الريح، فيقول: أبشر بالذي
يسرّك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء
بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى
أهل ومالي".
وقوله: (إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)؛ أي: هذا النعيم مستمرّ، لا ينقطع إلى اليوم
الذي يُبعث فيه الخلائق، وهو يوم القيامة، فقوله: "إلى يوم" يجوز في "يوم"
الجرّ بالكسرة، والبناء على الفتح؛ لأنه مضاف إلى جملة فعليّة معربة، فيجوز
فيه الوجهان، والإعراب أرجح، وإلى هذا أشار ابن مالك-رحمه الله- في "الخلاصة"
بقوله:
وَابْنِ أَوَ اعْرِبْ مَا كـ "إِذْ" قَدْ أُجْرِيَا ... وَاخْتَرْ بِنَا مَتْلُوِّ فِعْلٍ بُنِيَا
وَقَبْلَ فِعْلٍ مُعْرَبٍ أَوْ مُبْتَدَا ... أَعْرِبْ وَمَنْ بَنَى فَلَنْ يُفَنَّدَا
وقد ذكر البخاريّ قول قتادة هذا مختصرًا، ولفظه: "قال قتادة: وذُكر لنا
أنه يُفسح له في قبره"، قال في "الفتح": زاد مسلم من طريق شيبان، عن
قتادة: "سبعون ذراعًا، ويُملأ خضرًا إلى يوم يبعثون". قال الحافظ: ولم أقف
على هذه الزيادة موصولة من حديث قتادة. وفي حديث أبي سعيد، من وجه
آخر عند أحمد: "ويُفسح له في قبره". وللترمذيّ، وابن حبان من حديث أبي
هريرة: "فيُفسح له في قبره سبعين ذراعًا"، زاد ابن حبان: "في سبعين ذراعًا".
وله من وجه آخر عن أبي هريرة: "ويرحَّب له في قبره سبعون ذراعًا، وينوّر له
كالقمر ليلة البدر". وفي حديث البراء الطويل: "فينادي منادٍ من السماء: أن