رواية الشيخين الثقتين، فبعيد عن مثله، وهو من مشاهير المحدّثين. انتهى كلام

الطيبيّ -رحمه الله- (?).

قال الجامع عفا الله عنه: قد حقّق المسألة الفيّوميّ -رحمه الله-فقال: الجُلُوسُ

غير القعود، فإن الجُلُوسَ هو الانتقال من سُفْل إلى عُلْوٍ، والقعود هو الانتقال

من عُلْوِ إلى سُفْل، فعلى الأول يقال لمن هو نائم، أو ساجد: اجْلِسْ، وعلى

الثاني يقال لمن هو قائم: اقْعُدْ، وقد يكون جَلَس بمعنى قعد، يقال: جَلَسَ

متربعًا، وقَعَدَ متربعًا، وقد يفارقه، ومنه جَلَس بين شعَبها؛ أي: حَصَل،

وتمكن؛ إذ لا يسمى هذا قعودًا، فإن الرجل حينئذ يكون معتمدًا على أعضائه

الأربع، ويقال: جَلَسَ متكئًا، ولا يقال: قَعَدَ متكئًا، بمعنى الاعتماد على أحد

الجانبين، وقال الفارابيّ، وجماعة: الجُلُوسُ نقيض القيام، فهو أعمّ من

القعود، وقد يستعملان بمعنى الكون والحصول، فيكونان بمعنى واحد، ومنه

يقال: جَلَسَ متربعًا، وجَلَس بين شُعَبها؛ أي: حصل، وتمكّن. انتهى كلام

الفيّوميّ -رحمه الله- (?).

فتحصّل من هذا أنه يجوز استعمال الجلوس مكان القعود، والعكس،

فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(فَيَقولَانِ)؛ أي: الملَكان (لَه)؛ أي: لهذا الميت الموضوع في القبر، (مَا

كنْتَ تَقُولُ، فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ ")؛ أي: في الرجل المشهور بين أظهركم، ولا يلزم

منه الحضور، وتركهما ما يشعر بالتعظيم؛ لئلا يصير تلقينًا، وهو لا يناسب

موضع الاختبار. قاله السنديّ. زاد في رواية: "محمد - صلى الله عليه وسلم - "، وزاد أبو داود في

أوله: "ما كنتَ تعبد؟ ، فإنْ هداه الله، قال: كنت أعبد الله، فيقال له: ما كنت

تقول في هذا الرجل؟ "، ولأحمد من حديث عائشة - رضي الله عنهما -: "ما هذا الرجل الذي

كان فيكم؟ ".

ووقع في رواية البخاريّ: "ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد - صلى الله عليه وسلم - "،

قال في "المرعاة": قوله: "في هذا الرجل"؛ أي: في شأنه، واللام للعهد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015