واحتمال كون المراد سماعه إياها بعد مجاوزتهم المقبرة بعيد جدًا، وكذا حَمْله

على عادات الناس أيضًا بعيد خلاف الظاهر، وأما حديث السبتيتين، فلا يتم

الاستدلاإ، به إلا على بعض الوجوه كما تقدم، وأيضًا حديث أنس أرجح منه

فيقدم عليه، وأيضًا هو قضية شخصية معيَّنة تَحْتَمِل الخصوص، وغير ذلك.

انتهى (?).

قال الجامع عفا الله عنه: قد استوفيت البحث في هذه المسألة في "شرح

النسائيّ"، ورجحت القول بمنع المشي بين القبور بالنعال مطلقًا، فراجعه (?)

تستفد، وبالله تعالى التوفيق.

(قَال) - صلى الله عليه وسلم -: ("يَأْتِيهِ مَلَكَانِ) وفي رواية البخاريّ: "أتاه ملكان"، زاد ابن

حبان، والترمذيّ، من طريق سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أسودان،

أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، وفي رواية ابن حبّان:

"يقال لهما: منكر ونكير"، زاد الطبرانيّ في "الأوسط" من طريق أخرى، عن

أبي هريرة: "أعيُنهما مِثْل قِدْر النحاس، وأنيابهما مثل صياصي (?) البقر،

وأصواتهما، مثل الرعد"، ونحوه لعبد الرزاق، من مرسل عمرو بن دينار، وزاد:

"يحفران بأنيابهما، ويطآن في أشعارهما، معهما مِرْزبة، لو اجتمع عليها أهل

منى لم يُقلّوها". وأورد ابن الجوزيّ في "الموضوعات" حديثًا، فيه: "أن فيهم

رومان، وهو كبيرهم".

وذكر بعض الفقهاء أن اسم اللذَيْن يسألان المذنب: منكر ونكير، وأن

اسم اللذَينِ يسألان المطيع: مبشّر وبشير (?).

قال الجامع عفا الله عنه: لم يصحّ دليل على غير منكر، ونكير، فتنبّه،

والله تعالى أعلم.

(فَيُقْعِدَانِهِ) بضم الياء، من الإقعاد، زاد في حديث البراء: "فتعاد روحه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015