الحديث له علّة، ولذلك -والله أعلم- لم يُخرجه البخاريّ، فإن همّامًا رواه

عن قتادة قال: حدّثني أربعة عن مطرّف بن عبد الله، منهم: يزيد بن عبد الله

أخو مطرّف، والعلاء بن زياد، ورواه عنهما عن همّام بنُ أبي خيثمة، وابن أبي

شيبة، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، ويزيد أخي مطرّف، وعقبة بن عبد الغافر

عن مطرّف؛ إذ هما أعلى وأحفظ، ولم يبال بمن خالفهم، واستشهد بما حكاه

يحيى عن شعبة، أو سعيد من قول قتادة: سمعت مطرّفًا، فأزال إشكال

العنعنة. استهى (?).

[تنبيه آخر]: رواية يحيى القطان، عن هشام الدستوائيّ، عن قتادة هذه

ساقها الإمام أحمد -رحمه الله- في "مسنده"، فقال:

(17519) - حدّثنا يحيى بن سعيد، ثنا هشام، ثنا قتادة، عن مطرّف،

عن عياض بن حمار، أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خطب ذات يوم، فقال في خطبته: "إن

ربي -عز وجل- أمرني أن أعلّمكم ما جَهِلتم، مما علّمني في يومي هذا، كلُّ مال

نحلته عبادي حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين،

فأضلتهم عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرَتهم أن يشركوا بي ما

لم أُنزل به سلطانًا، ثم إن الله -عز وجل- نظر إلى أهل الأرض، فمقَتَهم عجميّهم

وعربيّهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك، وأبتلي بك،

وأنزلت عليك كتابًا لا يغسله الماء، تقرؤه نائمًا، ويقظانًا، ثم إن الله -عز وجل-

أمرني أن أحرق قريشًا، فقلت: يا رب إذًا يثلغوا رأسي، فيدعوه خبزةً، فقال:

استخرجهم كما استخرجوك، فاغزهم نُغزك، وأنفق عليهم، فسننفق عليك،

وابعث جندًا نبعث خمسةً مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، وأهل الجنة

ثلاثة: ذو سلطان مُقسط متصدق موفّق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي

قربى ومسلمٍ، ورجل فقير عفيف متصدق، وأهل النار خمسة: الضعيف الذي

لا زَبْر له الذين هم فيكم تبعًا، أو تُبَعاء -شك يحيى- لا يبتغون أهلًا ولا

مالًا، والخائن الذي لا يخفى عليه طمع، وإن دقّ إلا خانه، ورجل لا يصبح،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015