ولا يمسي، إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك"، وذكر البخل، والكذب،

والشنظير الفاحش. انتهى (?).

وساقها أيضًا بن عساكر -رحمه الله- في "تاريخه" (54/ 185) بسند المصنّف،

تامًّا، فقال:

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن،

أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق، أنبأنا جدّي أبو بكر،

حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن هشام

الداستوائيّ، حدّثنا قتادة، عن مطرّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن عياض بن

حمار المجاشعيّ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم في خطبته: "ألا وإن ربي

أمرني أن أعلّمكنم ما جهلتم، مما علّمني يومي هذا، كلُّ مال نحلتة عبدي

حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن

دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرَتهم أن يشركوا بي ما لم أُنزل به

سلطانًا، ثم إن الله نظر إلى أهل الأرض، فمقَتَهم عجمهم وعربهم، إلا بقايا

من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك، وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابًا

لا يغسله الماء، تقرأه نائمًا ويقظانًا، وإن الله أمرني أن أُحرق قريشًا، فقلت: يا

رب، إذًا يثلغوا رأسي، فيدعوه خبزةً، فقال: استخرجهم كما أخرجوك، واغزهم

نُغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابحث جيشًا، فنبعث خمسة أمثاله، وقاتل بمن

أطاعك من عصاك، وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط مصدق ومؤمن،

ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلمٍ، ورجل ضعيف فقير متصدق،

وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زَبْر له الدَّين هم فيكم تبعٌ أو تُبَعَاء -شك

يحيى- لا يبتغون أهلًا ولا مالًا، والخائن الذي لا يَخفى له طمع، وإن دقّ إلا

خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك"، وذكر

البخل، أو الكذب، والشنظير الفحاش.

(ح) قال: وحدّثنا عبد الرحمن بن بشر في عقبه: ثنا يحيى، قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015