قال القاري: التماسك إنما هو من كمال العقل، وحاصل بالصبر،
فيُحمل على أحدهما، وأغرب الطيبيّ في قوله: لعل الشيخ ذهب إلى أن قوله:
"الذين هم فيكم تبع" قسم آخر من الأقسام الخمسة، ولذلك فسره بقوله: يعني
به: الخدّام الذين يكتفون بالشبهات، والمحرمات، وعليه كلام القاضي، حيث
قال: "الذين هم فيكم تبع" يريد به الخدام الذين لا مطمح لهم، ولا مطمع إلا
ما يملؤون به بطونهم، من أي وجه كان، ولا تتخطى هممهم إلى ما وراء
ذلك، من أمر دينيّ، أو دنيويّ.
قال القاري: أقول: والظاهر أن الضعيف وُصِف باعتبار لفظه تارةً
بالمفرد، وباعتبار الجنس أخرى بالجمع، أو الموصول الثاني بيان، أو بدل مما
قبله؛ لعدم العاطف، كما في الأصول المشهورة، وعليه كلام الأشرف، حيث
قال: "الذي" في قوله: "الذي لا زبر له" بمعنى الذين للجمع، قال الشاعر أمن
الطويل]:
وَإِنَّ الَّذِي حَانَتْ بِفَلْجٍ دِمَاؤُهُمْ ... هُمُ الْقَوْمُ كُلُّ الْقَوْمِ يَا أُمَّ خَالِدِ
وهو الذي جوّز جعل قوله: "الذين هم فيكم تبع" بدلًا من قوله: "الذي
لا زبر له". انتهى كلامه.
وعلى هذا لا يتوجه الإشكال الذي أورده الشيخ التوربشتيّ، ويتعين
تقسيم الأقسام الخمسة: أحدها: الضعيف، وثانيها: الخائن، وثالثها رجل،
ورابعها: البخيل، وخامسها: الشنظير. انتهى كلام الطيبيّ (?).
ووجه غرابته أنه ليس في كلام الشيغ والقاضي ما يدل على جعله قسمًا
آخر، وهما أعقل من أن يخالفا النصّ على الخمس بالزيادة عليه، لا سيما عند
عدم وجود العاطف، على ما في الأصول المشهورة، ولا دلالة لتفسيرهما على
ما توهّم الفاضل؛ إذ لا منافاة بين الوصف السابق واللاحق، بل الثاني مميز
للأول.
وحاصله: أدن القسم الأول هو جنس الضعيف في أمر دينه، الناقصون في
عقولهم، الذين هم فيكم تبع، لا يبغون أهلًا؛ أي: لا يطلبون زوجة، ولا