(مُقْسِطٌ) بالرفع، صفة المضاف؛ أي: عادل، يقال: أقسط، فهو مقسط:
إذا اعدل، وقسط فهو قاسط: إذا جار، فالهمزة فيه للسلب، كما يقال: شكا
إليه، فأشكاه، قاله القاري (?).
والمعنى: أنه عادل في رعيّته، يقيم فيهم العدل والحقّ، قال الأبيّ -رحمه الله-:
ويدخل فيه الرجل في أهله؛ لحديث: "كلّكم راع، ومسؤول عن رعيّته".
وقال القرطبيّ -رحمه الله-: "مقسط" وما بعده مرفوع على أنها صفات لـ"ذو"،
وهي بمعنى صاحب، والمقسط: العادل، والمتصدّق: المعطي للصدقات،
والموفق: المسدَّد لفعل الخيرات. انتهى (?).
(مُتَصَدِّقٌ)؛ أي: محسن إلى الناس؛ أي: يُنفق ماله في الفقراء
والمساكين، ووجوه الخير.
(مُوَفَّقٌ) بصيغة اسم المفعول؛ أي: مهيَّأ له أسباب الخيرات، ومفتّح له
أبواب البرّ والطاعات.
ثم أشار إلى الثاني بقوله: (وَرَجُلٌ رَحِيمٌ)؛ أي: على الصغير والكبير،
كثير الرحمة والإحسان إليهم، (رَقِيقُ الْقَلْبِ)؛ أي: ليّنه عند التذكير،
والموعظة، أو معناه: الشفيق، فيكون بمعنى الرحيم.
وقوله: (لِكُلِّ ذِي قُرْبَى) تنازعاه "رحيم"، و"رقيق القلب"، وقوله:
(وَمُسْلِمٍ) بالجرّ عطفًا على "ذي قربى"، والمعنى: أنه رحيم لكل أصحاب
القرابة خصوصًا، ولكلّ مسلم عمومًا.
وقال القرطبيّ -رحمه الله-: "رحيم": كثير الرحمة، والقربى: القرابة، ورقيق
القدب: ليّنه عند التذكير والموعظة، ويصحّ أن يكون بمعنى الشفيق.
وقال الطيبيّ -رحمه الله-: قوله: "رقيق القلب" مفسِّر لقوله: "رحيم"؛ أي: يَرِقّ
قلبه، ويرحم كلَّ من بينه وبينه لحمة القرابة، أو صلة الإسلام. انتهى (?).
قال القاري -رحمه الله-: والظاهر أن يراد بالرحيم صفة فِعْلية، يظهر وجودها