الأُولى، وهو قمعة بن إلياس بن مضر، وإنما عامر عم أبيه أبي قمعة، وهو
مدركة بن إلياس، هذا قول نساب الحجازيين، ومن الناس من يقول: إنهم من
اليمن، مِن وَلَد عمرو بن عامر، وإنه عمرو بن لُحَيّ، واسمه ربيعة بن حارثة بن
عمرو بن عامر، وقد يحتج قائله بهذه الرواية الثانية. انتهى.
(يَجُرُّ قُصْبَهُ)؛ أى: أمعاءه (فِي النَّارِ، وكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السُّيُوبَ") وفي
نسخة: "من سيّب السوائب"، زاد في رواية: "وبحر البحائر"، وروى
عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم مرسلًا: "أول من سيّب السوائب
عمرو بن لحيّ، وأول من بحّر البحائر رجل من بني مُدلج، جَدَع أُذن ناقته،
وحرّم شُرب ألبانها"، والأول أصحّ (?)، والله تعالى أعلم.
[تنبيه]: أخرج البخاريّ هذا الحديث مطوّلًا، فقال:
(4347) - حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن
صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيِّب، قال: البحيرة التي
يُمنع درّها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة كانوا يسيّبونها
لآلهتهم؛ لا يُحمل عليها شيء، قال: وقال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"رأيت عمرو بن عامر الخزاعيّ يجر قصبه في النار، كان أول من سيّب
السوائب"، والوصيلةُ: الناقة البكر تبكّر في أول نتاج الإبل، ثم تثني بعدُ بأنثى،
وكانوا يسيّبونها لطواغيتهم، إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر،
والحام: فحلُ الإبل، يَضْرِب الضراب المعدود، فإذا قضى ضرابه، وَدَعُوه
للطواغيت، وأَعْفَوه من الحمل، فلم يُحْمَل عليه شيء، وسَمَّوه الحامي. انتهى.
قوله: "والوصيلة": "الناقة البكر تبكّر في أول نتاج الإبل بأنثى، ثم تُثَنّي
بعد بأنثى" هكذا أورده متصلًا بالحديث المرفوع، وهو يوهم أنه من جملة
المرفوع، وليس كذلك، بل هو بقية تفسير سعيد بن المسيِّب، والمرفوع من
الحديث إنما هو ذِكر عمرو بن عامر فقط، وتفسير البحيرة، وسائر الأربعة
المذكورة في الآية عن سعيد بن المسيِّب، ووقع في رواية الإسماعيليّ من طريق
يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، بهذا الإسناد مثل رواية الباب، إلا أنه