مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [14/ 7164 و 7165] (2856)، و (البخاريّ) في
"المناقب" (3521) و"التفسير" (4623)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 275)،
و(ابن حبّان) في "صحيحه" (6260 و 7490)، و (الطبريّ) في "التفسير"
(12840)، و (البغوي) في "التفسير" (2/ 71)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه اللهُ أوّلَ الكتاب قال:
[7165] ( ... ) - (حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَحَسَنٌ الْحُلْوَانِىُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ
عَبْدٌ: أَخْبَرَنِي، وَقَالَ الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ -وَهُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ- حَدَّثَنَا أَبِي،
عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: إِنَّ الْبَحِيرَةَ الَّتِى
يُمْنَعُ دَرُّهَا لِلطَّوَاغِيتِ، فَلَا يَحْلُبُهَا (?) أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَأمَّا السَّائِبَةُ الَّتي كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا
لآلِهَتِهِمْ، فَلَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَىْءٌ، وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السُّيُوبَ (?) ").
رجال هذا الإسناد: تسعة:
وكلهم ذُكروا في الباب، غير ثلاثة، وهم:
1 - (عَمْرٌو النَّاقِدُ) هو: عمرو بن محمد بن بكير البغداديّ، تقدّم قبل ستّة أبواب.
2 - (ابْنُ شِهَابٍ) محمد بن مسلم الزهريّ، تقدّم قريبًا.
3 - (سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ) تقدّم أيضًا قريبًا.
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزهريّ؛ أنه (قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: إِنَّ
الْبَحِيرَةَ التِي يُمْنَعُ دَرُّهَا لِلطَّوَاغِيتِ)؛ أي: الأصنام، والبحيرة فعيلة بمعنى
مفعولة، وهي التي بُحرت أذنها؛ أي: خُرمت، قال أبو عبيدة: جعلها قوم من
الشاة خاصّة، إذا ولدت خمسة أبطن بَحَروا أذنها، أي: شَقّوها، وتُركت، فلا