فيقبض قبضة ... " الحديث (?)، قال:
فهذا السياق يدل على أن هؤلاء لم يكن في قلوبهم مثقال ذرة من خير،
ومع هذا فأخرجتهم الرحمة.
أقول: الحديث ليس من محل النزاع، فإنه في إخراج أقوام من النار،
وهي باقية، وقد قرر شيخ الإسلام فيما سلف أنه لا يخرج منها الكفار، وهي
باقية، وإن كان إنما استدل به عليه بعموم الرحمة.
ثم يقال: الحديث دلَّ على أن الملائكة أخرجت من علمت في قلبه
مثقال ذرة من خير، ولا دليل أنهم يعلمون كل من في قلبه مثقال ذرة من خير،
فإنهم لا يعلمون من أحوال القلوب إلا ما أعلمهم الله، كما قال تعالى:
{يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} [الانفطار: 12]، فهم يعلمون أفعالنا، لا ما انطوت عليه
قلوبنا، ولهذا وردت الأحاديث أنهم يصعدون بالعمل يرونه حسنًا، ويُرَدّ،
فيقول الله: إن فاعله أراد به كذا وكذا؛ أي: من الرياء ونحوه، فأخرج البزار،
والظبرانيّ في "الأوسط"، والدارقطنيّ، والأصبهانيّ في "الترغيب والترهيب"