وينصرانه، ويمجسانه" أحاديث ثابتة في "الصحيحين" وغيرهما، وتفسير الفطرة

بالدِّين منصوص عليه، فلا بد من الجمع بين الأحاديث بتخصيص أحاديث

الفطرة، ونحوها، وهي أحاديث كثيرة من الجانبين، وهي كلها في بني آدم، ثم

لك أن تجمع بين أحاديث عموم الفطرة، وحديث أنس الذي عند أحمد،

والشيخين الذي أسلفناه بأن نقول: الكل على الفطرة؛ أي: فطرة الإقرار

بالتوحيد، من أقر تقية كرهًا، ومن أقر طوعًا حقيقة كذلك، فيتم العموم، ثم إن

المقرين تقية اجتالتهم الشياطين، كما في لفظ الحديث (?)، وهوّدهم الآباء،

ونصّروهم، ومجّسوهم، واقتادوهم، وانقادوا لهم، وللشياطين لِمَا في طبائعهم

الخبيثة من أول وهلة حين أقروا تقية، تجتمع الأحاديث، والله أعلم.

ثم قال شيخ الإسلام:

فإذا أخذت النار مأخذها منهم، وحصلت الحكمة المطلوبة من عذابهم،

فإن العذاب لم يكن سُدى، وإنما كان لحكمة مطلوبة، فإذا حصلت تلك

الحكمة لم يبق في التعذيب أمر يُطلب.

وأقول: لم يُقم شيخ الإسلام دليلًا على أن الحكمة المطلوبة لله في

تعذيب الكفار هي زوال النجاسة الكفرية، وخبثه الذي لا يزول إلا بعذاب

النار، وإنما قال ذلك تظننًا منه، وتحسبًا تفرّع عن اعتقاده فناء النار، وقد أورد

على نفسه سؤالًا، فقال:

إن قيل: سبب التعذيب لا يزول إلا إذا كان عارضًا كمعاصي الموحدين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015