{وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40]، و {إِنَّ
عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} [الفرقان: 65]، قال: والجواب أن هذا كله مسلَّم وأنهم لا
يخرجون منها، وأنه لا يفتّر عنهم العذاب ما دامت باقية، وليس محل النزاع،
إنما محل النزاع لا تفنى النار، قال: وهذه النصوص تقضي بخلودهم في النار
ما دامت باقية، هذا جوابه.
وأقول: قد عرفت أنه لا يتم هذا الجواب ما لم يؤخذ بأدلة ناهضة على
فناء النار، ولم يقم دليل على ذلك، قال:
الطريق الثالث - من أدلة القائلين بعدم فناء النار -: أن السُّنَّة المستفيضة
أخبرت بخروج من في قلبه أدنى ذرة من إيمان دون الكفار، فأحاديث الشفاعة
كلها صريحة في خروج الموحدين، دون الكافرين، قال:
الجواب: أن هذا لا شك فيه، وهو إنما يدل على ما قلناه من خروج
الموحدين فيها، وهي باقية، ويبقى المشركون ما دامت باقية.
وأقول: الجواب ما سلف، ثم قال:
الطريق الرابعة - للقائلين بعدم فناء النار -: أوْقَفَنا الرسول على ذلك،
وعَلِمناه من دينه ضرورة، كما علمنا دوام الجنة، وأجاب بأنه لا ريب أن
الكفار باقون فيها ما دامت باقية، هذا هو المعلوم من دينه ضرورة، وأما كونها
أبدية لا تفنى كالجنة، فمن أين في القرآن والسُّنَّة دليل واحد على ذلك؟ .
وأقول: الدليل يتوجه على من ادّعَى الفناء، ولم يأت شيخ الإسلام بشيء
واحد، والأصل هو خلود النار، وأبديتها، كما دل عليه الكتاب والسُّنَّة، فلا
يحتاج مدعي عدم الفناء إلى دليل آخر بعد هذا الأصل، قال:
والدليل الخامس- من أدلة القائلين بفناء النار -: أن في عقائد أهل السُّنَّة
أن الجنة والنار مخلوقتان، لا يفنيان أبداً، والقول بفنائها من أقوال أهل البدع،
قال:
والجواب: أنه لا ريب أن القول بفنائها قول أهل البدع، وأما القول بفناء