دعوى باطلة، إذ هذه الدعوى لا توجد في عصرهم حتى يُجمعوا عليها نفياً أو
إثباتاً، نعم القولى الذي دلى عليه القرآن من خلود النار أهلها فيها أبداً يتضمن
القول عنهم بما تضمّنه القرآن، ودل عليه الأصل فيما أخبر الله به عن الدارين
الأخروين البقاء، فلا يحتاج مدعي عدم الفناء إلى الدليل على ذلك الأصل، ثم
قال:
الثاني: - أي: من الستة الأدلة للقائلين بعدم الفناء - أن القرآن دل على
ذلك دلالة قاطعة، فإنه تعالى أخبر أنه {عَذَابٌ مُقِيمٌ} [المائدة: 37]، وأنه {لَا
يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} [الزخرف: 75]، وأنه لا يزيدهم إلا عذابا (?)، وأنهم {خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَدًا} (?)، وأنهم {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (?)} [البقرة: 167]، {وَمَا هُمْ مِنْهَا
بِمُخْرَجِينَ (?)} [الحجر: 48]، وإن الله حرم الجنة على الكافرين (?)، وأنهم