رجال هذا الإسناد: سبعة:
وكلّهم ذُكروا في الأبواب الثلاثة الماضية، غير:
1 - (شَقِيق) وهو ابن سلمة، أبو وائل الأسديّ الكوفيّ، ثقةٌ مخضرمٌ،
مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مائة سنة (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 57.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من خُماسيّات المصنّف رحمه الله، وفيه
رواية تابعيّ عن تابعيّ مخضرم، وأن صحابيّه من مشاهير الصحابة -رضي الله عنهم-، ذو
مناقب جمّة.
شرح الحديث:
(عَنْ شَقِيقِ) بن سلمة؛ أنه (قَالَ: كنَّا جُلُوسًا) بالضمّ جمع جالس، (عِنْدَ
بَابِ عَبْدِ اللهِ) بن مسعود -رضي الله عنه-، حال كوننا (نَنْتَظِرُهُ)؛ أي: ننتظر خروجه من بيته
حتى يعظنا، ويُعلّمنا، (فَمَرَّ بِنَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيةَ) الكوفيّ العابد ثقة من الثالثة،
حَكَى ابنُ أبي خيثمة أنه معدود من العبّاد، ثم رَوَى عن عبد الرحمن بن يزيد
النحعيّ قال: خرجنا في جيش نحو فارس، وفينا علقمة بن قيس، ويزيد بن
معاوية النخعيّ، فقُتل بها، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: قُتل غازيًا
بفارس، وقال العجليّ: كان من أصحاب عبد الله، وروى البخاري في
"تاريخه" قصة مقتله، له ذِكرٌ في الدعاء من "صحيح البخاري"، وعند مسلم في
هذا الباب، وليست له رواية عندهما، فتنبه، والله تعالى أعلم.
وقوله: (النَّخَعِيُّ) بفتح النون والخاء، بعدها عين مهملة: نسبة إلى
النخع، قبيلة كبيرة من مَذْحِج، واسم النخع: جسر بن عمرو بن علة بن جلد بن
مالك بن أدد، وقيل له: النخع؛ لأنه انتخع من قومه؛ أي: بَعُد عنهم، فنزل
بيشة، ونزلوا في الإسلام الكوفة، قاله في "اللباب" (?).
(فَقُلْنَا) ليزيد: (أَعْلِمْهُ) بقطع الهمزة، من الإعلام، (بِمَكَانِنَا) الذي نحن
فيه منتظرين خروجه. (فَدَخَلَ) يزيد (عَلَيْهِ)؛ أي: على ابن مسعود -رضي الله عنه-، (فَلَمْ
يَلْبَثْ) من باب تَعِبَ؛ أي: لم يتأخّر (أَنْ خَرَجَ) "أن" بالفتح مصدريّة، (عَلَيْنَا)