أأترك صلاتي لأجل تلك المغفرة، فلا أكون عبدًا شكورًا، وكيف لا أشكره،
وقد أنعم عليّ، وخصني بخير الدارين، فإن الشكور من أبنية المبالغة، تستدعي
نعمة خطيرة، وذِكر العبد أدعى إلى الشكر؛ لأنه إذا لاحظ كونه عبدًا أنعم عليه
مالكه بمثل هذه النعمة، ظهر وجوب الشكر كمال الظهور. انتهى (?)، والله
تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عائشة -رضي الله عنها- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [21/ 7100] (2820)، و (البخاريّ) في "الإيمان"
(43) و"التهجّد" (1151) و"الرقاق" (6464)، و (أبو داود) في "قيام الليل"
(1642)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط" (1/ 97)، و (محمد بن نصر) في "تعظيم
قدر الصلاة" (1/ 241)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (7/ 39) وفوائده تقدّمت،
والله تعالى أعلم.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.
(22) - (بَابُ الِاقْتِصَادِ فِي الْمَوْعِظَةِ)
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه اللهُ أوّلَ الكتاب قال:
[7101] (2821) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ -وَاللَّفْظُ لَهُ- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
شَقِيقٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عَبْدِ اللهِ، نَنْتَظِرُهُ، فَمَرَّ بِنَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
النَّخَعِيُّ، فَفُلْنَا: أَعْلِمْهُ بِمَكَانِنَا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ،
فَقَالَ: إِنِّي أُخْبَرُ بِمَكَانِكُمْ، فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ، إِلَّا كَرَاهِيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ،
إِنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ؛ مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا).