مبشرين ومنذرين. فكيف ووراء ذلك من الحِكَم ما لا اطلاع لنا عليه. فتأمل

قول الملائكة، لمّا قال الله لهمِ: { ... وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا

مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا

تَعْلَمُونَ (30)} [البقرة: 30]، وقال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء:

85]. انتهى كلام ابن أبي العزّ رحمه الله (?)، وهو بحث نفيسٌ جدًّا، خلاصته ثبوت

الميزان، كما أخبر به الكتاب والسُّنَّة، ووجوب الإيمان به، كما أوجبه الله سبحانه وتعالى،

وأن الوزن للأعمال، والعامل، وصحائف الأعمال، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:

[7020] (2786) - (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ

- يَعْنِي: ابْنَ عِيَاضٍ - عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ

عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يَا أَبَا

الْقَاسِمِ؛ إنَّ اللهَ تَعَالَى يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى إِصْبَعِ، وَالأَرَضِينَ عَلَى

إِصْبَعِ، وَالْجِبَالَ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعِ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعِ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ

عَلَىَ إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ، فَضَحِكً رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-

تَعَجُّبًا مِمَّا قَالَ الْحَبْرُ، تَصْدِيقًا لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ

جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا

يُشْرِكُونَ (67)} [الزمر: 67]).

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ) بن عبد الله بن قيس التميميّ اليربوعيّ

الكوفيّ، ثقةٌ حافظٌ، من كبار [10] (ت 227) وهو ابن أربع وتسعين سنةً (ع)

تقدم في "المقدمة" 6/ 53.

2 - (فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ) بن مسعود التميميّ، أبو عليّ الزاهد المشهور،

أصله من خُراسان، وسكنَ مكة، ثقةٌ عابدٌ إمامٌ [8] (ت 187) وقيل: قبلها (خ

م د ت س) تقدم في "المقدمة" 5/ 26.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015