ولا يُجمع، كما لو قلت: قاتلوا المشركين عامّةً، أو خاصّةً، لا يُثَنَّى ذلك،
ولا يُجمع. انتهى (?).
(وَلَكِنْ حُذَيْفَةُ) بن اليمان -رضي الله عنهما- (أَخْبَرَنِي عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) وقوله: (قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-) تفسير لمعنى "أخبرني"، ("فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا)؛ يعني: من
جملة من يُنسب إلى صحبتي في الظاهر، وإلا فالمنافق لا يُسمّى صحابيًّا، وفي
الرواية التالية: "إن في أمتي اثنا عشر منافقًا"، وإنما خصّ اثني عشر في هذا
الحديث مع أن المنافقين كانوا أكثر من ذلك لسبب يتعلّق بقصّة مخصوصة،
أخرجها الطبرانيّ في "الأوسط"، عن حذيفة بن اليمان قال: إني لآخذ بزمام
ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقوده، وعمار يسوق به، أو عمار يقوده، وأنا أسوق به، إذ
استقبلنا اثنا عشر رجلًا متلثمين، قال: "هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة"،
قلنا: يا رسول الله ألا تبعث إلى كل رجل منهم، فتقتله؟ ، فقال: "أكره أن
يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه، وعسى الله أن يَكفيهم بالدبيلة". قلنا:
وما الدبيلة؟ قال: "شهاب من نار، يوضع على نياط قلب أحدهم، فيقتله".
انتهى (?)، وفي سنده عبد الله بن سَلِمة، وثقه جماعة، وقال البخاريّ: لا يتابع
على حديثه، قاله الهيثميّ رحمه الله (?).
وأخرج الطبرانيّ أيضًا في "الكبير"، عن صِلَة بن زُفَر، قال: قلنا لحذيفة:
كيف عرفت أمر المنافقين، ولم يعرفه أحد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا
أبو بكر، ولا عمر -رضي الله عنهم-؟ قال: إني كنت أسير خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنام على
راحىلته، فسمعت ناسًا منهم يقولون: لو طرحناه عن راحلته، فاندقت عنقه،
فاسترحنا منه، فسِرت بينهم وبينه، وجعلت أقرأ، وأرفع صوتي، فانتبه
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "من هذا؟ " فقلت: حذيفة، قال: "من هؤلاء؟ " قلت:
فلان، وفلان، حتى عددتهم، قال: "وسمعت ما قالوا؟ " قلت: نعم، ولذلك
سِررت بينك وبينهم، قال: "فإن هؤلاء فلانًا وفلانًا حتى عدّ أسماءهم منافقون،
لا تخبرنّ أحدًا"، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وقد اختلط، وضعّفه جماعة،
قاله الهيثميّ رحمه الله (?).