مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا)؛ أي: على عائشة - رضي الله عنها -، (إِلَّا مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ) اسم فاعل من
صاغ الذهب يصوغه صَوْغًا، من باب قال: جعله حَلْيًا (?). (عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ
الأَحْمَرِ) "التِّبْرُ" بكسر التاء، وسكون الباء، آخره راء: هو ما كان من الذهب
غير مضروب، فإن ضُرب دنانير، فهو عين، وقال ابن فارس: التبر: ما كان
من الذهب، والفضة، غير مصوغ، وقال الزّجّاج: التّبْرُ: كلُّ جوهر قبل
استعماله؛ كا لنحاس، والحديد، وغيرهما (?).
و"الذهب" بفتحتين: معروفٌ، ويؤنّث، فيقال: هي الذَّهَبُ الحمراء،
ويقال: إن التأنيث لغة الحجاز، وبها نزل القرآن، وقد يؤنث بالهاء، فيقال:
ذَهَبَهُ، وقال الأزهريّ: الذَّهَبُ مذكّر، ولا يجوز تأنيثه، إلَّا أن يُجعل جمعًا
لذَهَبة، والجمع أَذْهَابٌ، مثل سَبَبٍ وأسباب، وذُهْبَانٌ، مثلُ رُغفان، وأَذْهَبْتُهُ
بالألف: مَوَّهته بالذهب (?).
وقوله: "الأحمر" صفة لـ "الذهب"؛ لأنَّ الغالب تذكيره، كما مرّ آنفًا.
(وَقَدْ بَلَغَ الأَمْرُ)؛ أي: أمر الإفك، (ذَلِكَ الرَّجُلَ)؛ تعني: صفوان بن
المعطَّل - رضي الله عنه -، (الَّذِي قِيلَ لَهُ)؛ أي: قيل عنه، فاللام بمعنى: عن، كما في
قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} [الأحقاف: 11]
؛ أي: عن الذين آمنوا، كما قاله ابن الحاجب، أو اللام بمعنى:
"في"؛ أي: قيل فيه ما قيل، فهي كقوله تعالى:
{يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: 24]؛ أي: في مدّة حياتي (?). (فَقَالَ) الرجل: (سُبْحَانَ اللهِ) تعجّبًا، واستغرابًا
لهذا القول الشنيع، (والله مَا كَشَفْتُ عَنْ كنَفِ أُنْثَى قَطُّ)؛ أي: ما جامعتها،
والكنف بفتحتين: الثوب الساتر، ومنه قولهم: أنت في كنف الله؛ أي: في
سِتره، قاله في "الفتح" (?).
(قَالَتْ عَائِشَة) - رضي الله عنه -: (وَقُتِلَ) الرجل، وهو صفوان - رضي الله عنه -، حال كونه