الصائغ من المذهب الأحمر إلَّا الخلوص من العيب، فكذلك أنا لا أعلم منها

إلَّا الخلوص من العيب.

وفي رواية ابن حاطب، عن علقمة: "فقالت الجارية الحبشية: والله

لعائشة أطيب من المذهب، ولئن كانت صنعت ما قال الناس، لَيُخْبِرَنّك الله،

قال، : فعجب الناس من فقهها.

(قَالَتْ) عائشة - رضي الله عنها -: (فَقَامَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمِنْبَرِ) وفي رواية أبي

أويس: "ثم خرج حين سمع من بريرة ما قالت"، وفي رواية هشام بن عروة:

"قام فينا خطيبًا، فتشهد، وحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما

بعد"، وزاد عطاء الخرسانيّ، عن الزهريّ هنا قبل قوله "فقام": "وكانت أم

أيوب الأنصاربة قالت لأبي أيوب: أما سمعت ما يتحدث الناس؛ فحدثته بقول

أهل الإفك، فقال: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم".

وروى الطبري من حديث ابن عمر: "قال: قال أسامة: ما يحل لنا أن

نتكلم بهذا سبحانك" الآية، لكن أسامة مهاجريّ، فإن ثبت حُمِل على التوارد.

وفي مرسل سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ ممن قال ذلك، وروى

الطبريّ أيضًا من طريق ابن إسحاق: حدّثني أبي عن بعض رجال بني النجار أن

أبا أيوب قالت له أم أيوب: أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلي،

وذلك الكذب، أكنتِ فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله، قال: فعائشة

والله خير منك، قالت: فنزل القرآن: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} الآية.

وللحاكم من طريق أفلح مولى أبي أيوب، عن أبي أيوب نحوه، وله من

طريق أخرى قال: قالت أم طفيل لأبي بن كعب، فذكر نحوه.

(فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ) أما "أُبَيّ" فمنوّن، و"ابن سلولَ"

فبكتابة ألف "ابن"، وهو غير منصرف؛ للعلميّة، والتأنيث، كما سبق؛ أي:

طاب من يَعذِره منه؛ أي: يُنصفه، قال الخطابيّ: يَحْتَمِل أن يكون معناه: من

يقوم بعذره فيما رمى أهلي به من المكروه، ومن يقوم بعذري إذا عاقبته على

سوء ما صدر منه، ورجّح النوويّ هذا الثاني، وقيل: معنى من يعذرني: من

ينصرني، والعذير: الناصر، وقيل: المراد: من ينتقم لي منه، وهو كالذي قبله،

ويؤيده قول سعد: أنا أعذرك منه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015